مقال

الدكروري يكتب عن الاختلاط والخلوة المحرمة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الاختلاط والخلوة المحرمة

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

لقد حرص الإسلام من خلال تعاليمه ومبادئه أن يحمي أفراده من بواعث الفتنة وأسبابها، فنهى النساء عن مظاهر التبرّج والزينة، ومنع من الاختلاط والخلوة المحرمة، ورتب الوعيد الشديد على من خرجت من بيتها متعطرة حتى ولو كانت ذاهبة إلى المسجد، وبهذا الموقف الحازم والصارم، يمكن للمجتمع المسلم، أن يعيش في ظل من العلاقات الطاهرة، والقائمة على أساس من التقوى والصلاح، والمراقبة الذاتية، وإن كثيرا ما يحاول بعض أنصار الإلحاد صبغة الفكر الإلحادي بصبغة العلمية، ويتبنون بعض النظريات التي يرون أنها ستساعدهم على تأكيد مخالفة التصورات والأخلاقيات الدينية للحقائق العلمية، وفي هذا الصدد يتم تمويل دراسات وأبحاث موجهة ضد الدين والأخلاق.

 

ولقد كان من التصورات الوهمية التي أفرزتها مثل تلك النظريات أن الإنسان الأول كان جاهلا إلى درجة تجعله قريبا من الحيوان، وكان في شكله عاريا وذا سلوك متوحش، وإذا كنا لا نجد لمثل هذه التصورات عن أصل الأنواع والسلوكيات البشرية مستندات علمية رصينة، فإننا نجد القرآن الكريم يخطئها ويعتبرها ظنونا لا برهان عليها، فقال الله سبحانه وتعالى مبينا أن نظريات الإنسان الملحد المتعلقة بالخلق وأصل الخليقة لا تستند إلى معطيات موضوعية فكما جاء فى سورة الكهف ” ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا” وقال الله سبحانه وتعالى مبينا افتقادهم إلى العلم واتباعهم للظنون والأوهام كما جاء فى سورة الجاثية ” وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون”

 

كما قال الله سبحانه وتعالى مبينا أن الإنسان الأول كان متعلما وواعيا معلما كما جاء فى سورة البقرة ” وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين، قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم” وكما قال الله سبحانه وتعالى مبينا، أنه خلق الإنسان ذا كرامة وسؤدد، كما جاء فى سورة الإسراء ” ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا” وكما قال الله عز وجل مبينا أن الإنسان الأول كان يتمتع باللباس بنوعيه الضروري والكمالي، كما جاء فى سورة الأعراف” يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون” وأما معنى ” لباسا يوارى سوآتكم ”

 

وهو اللباس الضرورى، ومعنى ” وريشا” وهو اللباس الكمالى، لباس التجمل والحسن، ولقد قال المفسرون، لقد امتن الله تعالى على بني آدم بما يسر لهم من اللباس الضروري، واللباس الذي المقصود منه الجمال، وهكذا سائر الأشياء، كالطعام والشراب والمراكب، والمناكح ونحوها، قد يسر الله للعباد ضروريها، ومكمل ذلك، وبين الله سبحانه وتعالى أن انكشاف العورة وظهور السوءة مطلب شيطاني، لا يقبله الإنسان الكريم، فقال تعالى كما جاء فى سورة الأعراف ” يا بنى آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما” وقيل في تفسيره لهذه الآية أن هذا تنبيه إلى أن اللباس من أصل الفطرة الإنسانية، وأنه مما كرم الله به النوع منذ ظهوره في الأرض.

 

وقيل والنداء بعنوان بني آدم، هو لزيادة التنويه بمنة اللباس، وفيه توكيدا للتعريض بحماقة العُراة، وقد قيل أن اللباس هو تعبير عن الكرامة ورمز للوظيفة الإنسانية، وإن من المفاهيم المحورية التي ثبتت في الدين الإسلامي الحنيف في هذا الموضوع، وهو مفهوم حفظ العورة، فعن معاوية بن حيدة أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال له “احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك” قال، قلت فإذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال صلى الله عليه وسلم إن استطعت ألا يرينها أحد فلا يرينها، قال، قلت يا رسول الله إذا كان أحدنا خاليا؟ قال صلى الله عليه وسلم فالله أحق أن يستحيى منه”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى