مقال

الدكروري يكتب عن رءوسهن مثل أسنمة البخت المائلة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن رءوسهن مثل أسنمة البخت المائلة

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

إن من أخلاق المسلم الباذخة هو الغيرة على نسائه، وكراهة أن يتعرضن لسوء قولي أو عملي، ألا وإن من الغيرة المحمودة أن تصان النساء عن الخروج إلى الأسواق وحدهن خشية عليهن، ألم يقل الله تعالى لأطهر النساء في أطهر العصور، كما جاء في سورة الأحزاب ” وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي” فماذا سيقال لغيرهن، ولمن في عصرنا الحاضر؟ ويقول النبي صلى الله عليه وسلم” صنفان لم أرهما رجال بأيديهم سياط يضربون بها الناس ويعنى ظلما، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رءوسهن مثل أسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها” رواه مسلم.

 

وإن المقصود أن النساء الكاسيات العاريات أصل كما قاله المشايخ في تفسيرها، وأنهن كاسيات من نعم الله عاريات من شكرها، هذا أحد التفسيرات لها، وقال آخرون من أهل العلم معنى كاسيات يعني كاسيات ثياب رقيقة، ما تستر البشرة عاريات في المعنى، وقال آخرون في تفسير الحديث معناه كاسيات بثياب قصيرة لا تستر كالتي تلبس الثياب التي إلى الركبة أو إلى بعض الفخذ أو إلى بعض الساق وتكشف الرأس، كل هذه كسوة عارية فلا تكون الكسوة كافية إلا إذا كانت ساترة للمرأة كلها، فالنساء الكاسيات العاريات هن اللاتي يلبسن لباسا لا يسترهن إما لقصره وإما لرقته وإما لضيقه والعياذ بالله حتى تبدو أحجام عورتها.

 

هذه كاسية بالاسم عارية في الحقيقة، وأما مائلات مميلات فهن المائلات عن العفة مائلات عن الاستقامة إلى الفواحش والمنكرات، ويعني مائلات عن الاستقامة والعفة والصبر على ما أوجب الله تعالى إلى ما حرم الله من الزنا والفواحش والتهم، مميلات لغيرهن، مميلات للنساء الأخريات، يدعُنّ إلى الفساد ويعلمن النساء الفساد ويشجعن على الفساد، وقيل أن الصنف الأول هم الظلمة الذين يضربون الناس بغير حق، والثاني هن نساء كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة، إما لأنها ثياب رقيقة أو قصيرة، اسم كسوة بلا حقيقة، مائلات عن الرشد وعن العفاف وعن الطاعة إلى الفواحش والزنا، مميلات لغيرهن، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة.

 

والبخت المائلة إبل لها سنامان، فهي، رأسها وتجعل عليه أشياء تعظمه حتى يكون كالسنم للناقة، يعني تعظم رأسها بما تجعله عليه حتى يكون كأنه رأسان مما تلبد عليه من خرق أو من أشياء أخرى، هذه علامة عليهن، وفى رواية أخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” صنفان من أهل النار لم أرهما بعد رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجد ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ” رواه أحمد ومسلم، وفي الحديث الترهيب والوعيد الشديد من فعل هاتين المعصيتين، وهما ظلم الناس وضربهم بغير حق.

 

وتبرج المرأة وإظهارها مفاتنها وعدم التزامها بالحجاب الشرعي والخلق الإسلامي النبيل، ولا شك أن الإنسان مفطور على التستر، كما ورد في قصة آدم وزوجه حينما سارعا إلى تغطية سوآتهما، فقال الله تعالى كما جاء فى سورة الأعراف ” فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة” فهذا هو الإنسان الأول المفطور على ستر العورة، وأما عن تلك الشعوب البدائية التى تعيش على الفطرة فهي على خلاف فطرة أبويها آدم وحواء عليهما السلام، ومما يدل على كذب كل من يتبع هؤلاء فى فعل تلك الشعوب البدائية أنه لا يوافقهم إلا في التعري، ويخالفهم ويمتنع عليهم في أمورهم الحياتية الأخرى.

 

مثل الحاله الصحية والغذائية ونحو ذلك ولو كان صادقا في أن سبب تعريه هو نمط العيش الضيق الذي يملكه هؤلاء لفعل مثلهم في كل شيء، لأنهم هم الطبيعيون الذين لا يزالون على الفطرة وغيرهم شواذ، كما يزعم البعض فتلك الشعوب المتخلفة، إنما تصور حالة شاذة من البشرية المنحدرة في فطرتها وعلى ذلك، فلا يصح اعتبارها صورة للفطرة الإنسانية السوية، بل هي انتكاسة إلى الفطرة الحيوانية وتعبير عن حالة مزرية من التخلف والانحطاط في مختلف أمور الحياة، بما في ذلك أمور اللباس وغيرها، فيجب على الإنسان مراعاة المسؤولية، وأن يتقي الله تعالى ويمنع كافة من له ولاية عليهن من هذه الملابس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى