مقال

الدكروري يكتب عن النور الذى يضئ لنا الطريق

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن النور الذى يضئ لنا الطريق

بقلم / محمــــد الدكــــروري

 

يقول الدكتور شبرك النمساوي عن النبي صلي الله عليه وسلم “إن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها، إذ إنه رغم أميته، استطاع قبل بضعة عشر قرنا أن يأتي بتشريع سنكون نحن الأوروبيين أسعد ما نكون إذا توصلنا إلى قمته” وهكذا فإن الإسلام هو دين عالمي فلا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، ولا على أحمر إلا بالتقوى، هذه العالمية لم يسبقه إليها أي من الأديان، أو حتى النظريات، أو الدعوات، وقال صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع “أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضل على عجمي إلا بالتقوى، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد منكم الغائب” فالتقوى عند الله هي أساس المفاضلة، وليس اللون ولا الجنس ولا العرق.

 

ولا الطبقة الاجتماعية، فالإسلام دين عالمي، ونبيه أرسل للناس كافة فقال تعالى في سورة سبأ ” وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون” وانطلاقا من هذا المبدأ، وهذا التكليف بعالمية الإسلام انطلق المسلمون الأوائل حاملين مشاعل الهدى ليضيئوا الدنيا بسناها، وأيضا من همّهم استنقاذ إخوانهم في البشرية مِن الظلمات، ومنحهم النور المبين سبيلا فذلك الهم استقَوه من قدوتهم ونبيهم صلى الله عليه سلم، الذي كان يحمل هم البشر جميعا، ويريد لهم النجاة، الذي عاد غلاما يهوديا مرة في مرضه الأخير، فدعاه إلى الإسلام، فأسلم ذلك الغلام، فخرج صلى الله عليه وسلم مستبشرا قائلا “الحمد لله الذي أنقذه من النار” فإن العلم هو ذلك النور الذى يضئ لنا الطريق.

 

وهو الشعاع الذى يدخل علينا فنبصر من خلاله على أمور الدنيا التى تعيننا على أمور الاخره وهو الطريق الذى يعرفنا الى طريق الله عز وجل والعلم هو طريق الى الجنة ونعيمها في الدنيا والآخرة، ومع ذلك فإن مجالس العلم مظنات السكينة والرحمة وتنزلات الملائكة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله فى الدنيا والآخرة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة، والله فى عون العبد ما كان العبد في عون أخية، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم،

 

إلا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به علمه لم يسرع به نسبة” رواه ابن ماجه، وعن صفوان بن عسال رضي الله تعالى عنه قال ” آتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو فى المسجد متكئ على برد له أحمر، فقلت له يا رسول الله، إنى جئت أطلب العلم، فقال “مرحبا بطالب العلم، إن طالب العلم تحفه الملائكة وتظله بأجنحتها، ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب” وإن الأخلاق الفاضلة هي الأساس في بناء كل مجتمع ينشد المحبة والإخاء، ويحرص على التطور والبناء، فبالأخلاق ترتقي المجتمعات، وتعلو الحضارات، وقد كانت مهمة الرسل والأنبياء الكرام، عليهم السلام، عبر العصور غرس الأخلاق وبث القيم.

 

والحث على طلب العلم ترسيخا للأخلاق، وقد اهتم المربون والمفكرون بالمناهج التعليمية، التي بدورها تخرج أجيالا تبني وتعرف للحياة حقها، وتحمل الفكر الناضج المتطور المنفتح، والتربية هي غرس القيم الحسنة، وتهذيب السلوك، ليكتسب صاحبها كل جميل من الأخلاق الراقية كالصدق والأمانة، وتطبيق النظام، والتزام القانون، واحترام الآخرين، وغيرها، فهي تزكية للنفوس، وتطهير للقلوب، وقد عرف عن العرب وغيرهم التحلي بالصفات النبيلة، والأخلاق العظيمة من الكرم، والشجاعة، والمروءة، والعفة، والشهامة، والنجدة، وعلو الهمة، والوفاء بالعهود، وحفظ الجوار، وغيرها من جميل السجايا، وكريم الخصال، وجاء الإسلام مؤكدا ومعززا لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى