مقال

الدكروري يكتب عن فاقد الدين والإجرام

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن فاقد الدين والإجرام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن فاقد الدين لا قيمة للإنسان عنده، فالدماء وسفكها قلت أو كثرت أمر عادى وطبيعى، لماذا؟ لأن هذه الفئة لا علاقة لها بالإسلام، إذن فالإجرام مهما تضاعف وتعاظم فليس غريبا أن يصدر منهم، فتسمعون دائما وتنقل الأخبار لنا أحداثا جساما، ودماء تراق، ودمارا كثيرا، وشيئا يهول الإنسان ويقض مضجعه من دماء تسفك بلا مبرر ولا سبب، لماذا؟ لأن هذه الأمة هي التي صنعت أسلحة الدمار، وأنشأتها بنفسها، فعاد شرها على مجتمعها، وعاد سلاحها على نحورها، صنعت أسلحة الدمار، وتنافست في صنع أسلحة الفتك بالبشرية، وتربي أجيالا على هذا الإجرام، تربى فئات على هذا الإجرام وعلى هذا الفساد، لا يهنأ لها عيش حتى ترى الفساد منتشرا فى الخلق، فكل فساد وظلم إنما مصدره عندما يُفقد الإيمان.

 

الإيمان الصحيح الذى بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم، هو الدين الذي أرسى دعائم العدل، وبسط الرحمة والخير، فالرحمة التي بُعث بها محمد صلى الله عليه وسلم هي الرحمة التي عاش الناس في ظلالها في عدل الإسلام وأمان الإسلام، الدماء والأموال والأعراض محترمة بكل الوجوه، لماذا؟ لأن دين الإسلام دين الرحمة، دين العدل، دين الخير، دين لأهله رقة في قلوبهم ومحبة الخير لأنفسهم وللبشرية أجمع، لكن هذا العدوان والظلم إنما مصدره من أمة ضائعة لا دين ولا شرع يحكمها، فهي ضالة مضلة، هذه أسلحة الدمار التي صنعها الأعداء وسخروها وتنافسوا في إبداعها، وتسابقوا أيهم الذى يصنع سلاحا مدمرا، وأيهم الذى ينشر الجريمة، وأيهم الذي يفتك بالبشرية، وأيهم المستطيع لأن يجعل البشر.

 

مجالا لتدريب الأسلحة، واختبارا لقوتها من ضعفها، وتأثيرها من عدمه، هكذا الأعداء، ولهذا فنبينا صلى الله عليه وسلم، أخبرنا بأن هذا الأمر سيقع في آخر الزمان، عندما يرفع العلم، ويثبت الجهل، ويكثر الهرج أى القتل، وأخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان يقتل القاتل، لا يدرى فيما قتل، ولا يدرى المقتول لماذا قتل، لماذا؟ لأنها شرور عظيمة عامة، القاتل الذي ينفذ ما أمر به لا يدري لأي سبب فعل، والمقتول الذي ذهب لا يدرى لأى شيء ذهب إنما هي فتنة، وإنما هي مصائب، وإنما هي بلايا، إنما هي أحداث جسام، عندما يسمعها الإنسان ويتصورها يرى العجب العجاب، في دول تدعي الحضارة والرقى في نفسها، لكن الله حكيم عليم فيما يقضي ويقدّر، وإنما المسلم لا يرضى بذلك، ولا تقر عينه بذلك.

 

لأنه يعلم أن دين الإسلام يرفض كل الإجرام على اختلافه، وعلى وقوعه في أى البشرية كان إذ الظلم في الإسلام محرّم ديننا دين الإسلام لم يكن سفاكا للدماء، ولا حريصا على ذلك بل كان حريصا على حقن الدماء ما وجد لذلك سبيلا، كل ذلك لأن دين الإسلام دين الرحمة، دين العدل، دين الخير، الدين الذى يصلح البشرية فى حاضرها ومستقبلها، وعندما فقدت معظم البشرية هذا الدين وهذا النور العظيم رأينا ما وقع، ونعوذ بالله من الشرور الآتية والمستقبلة فإن المسلم حينما يتأمّل هذه الجرائم الشنيعة يعلم أن هناك فئة من الناس قاسية قلوبهم، غليظة طباعهم، فاسدا تصوّرهم، إنما يطمئنون ويرتاحون عندما يدبرون هذه المؤامرات الدنيئة، وعندما تقع هذه الجرائم الكبيرة، التى يذهب ضحيتها في لحظة من اللحظات مئات من البشر.

 

بلا سبب ولا مبرر ولا داع، لكنها والعياذ بالله دليل على عُمق الجرم في النفس، وبعدهم عن الهدى والخير، فإن شريعة الإسلام التي عاش المسلمون في ظلها قرونا عديدة كان العدل والرحمة والخير يسود البشرية، فالدماء محترمة فقال صلى الله عليه وسلم “لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله إلا بإحدى ثلاث، الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة” وأن من قتل نفسا، فكأنما قتل الناس جميعا، ومن حافظ على حياة نفس واحدة فكأنما أحيا الناس جميعا، فاحترمت دماء الأمة مسلمها ومعاهدها، احترمت في الإسلام، وروعيت حقوق البشرية جمعاء، هكذا عدالة الإسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى