برقيات

اليوم عيد ميلادي

جريدة الاضواء

اليوم عيد ميلادي

 

بقلمي/السيد شحاتة

 

اليوم عيد ميلادي اليوم أتممت السادسة والخمسين من عمري لا أدري يا صديقي أأضحك لأنني كبرت حقاً أم أبكي على سنين من عمري مضت هدراً ؟

 

اليوم بكل أسف يحتفلون ويضيئون شمعات عمري وأنا وحدي من أعلم أنهم يطفئون عمرا جديداً مضاف لعمري

 

شعور مؤلم حين تجد نفسك بلا شيء مجرد كائن بشري يأكل ويشرب ويمارس مهامه اليومي فقط لا أكثر

 

أتدري أنا جالس معك الآن لكنني لست معك حقا أنظر إليك وعيني عالقة في مكان ما حيث كنت ألعب مع أطفال في ذلك الشارع المليء بالأحلام

 

كنا نحمل أمنيات كثيرة كان أهمها أن لا نكبر أن لا نفترق أبداً نراقب المارين بجانبنا غير مبالين لصراخهم لنا بأن نهدأ ونتوقف عن إزعاجهم

 

كنتُ أتمعن بوجوه النساء والرجال وأرى علامات الإكتئاب واضحة على وجوههم أتساءل ما الذي حصل معهم؟

 

كيف يحملون أحزانهم ويمضون كأنه لم يمسهم شيء فالحياة أبسط مما يظنون حتى كبرت نعم كبرت وبدأت أحلامي الوردية تتحطم أمامي بقسوة

 

قضيت عمري أحمل حقيبة خيباتي أخطو بتكاسل إلى حيث لا أدري مخبئا في جيبي أحاديث كثيرة لم أخبر بها أحداً فثمن البَوح غال جداً في وطني

 

أشواطا قطعتها وأنا صامت بعدما نفذت قدرتي على الشرح حيث كنت أستيقظ كل يوم محبطا من أحلامي التي صفعها واقعي

 

أراقب سقوط أهدافي هدفاً تلو الآخر رغم إصراري وقوّتي لتحقيقها لم أصل لشيء فالأبواب كانت دائماً مغلقة بوجهي

 

فالوصول يحتاج إلى كفاءة ومالا وليسَ شيئا منها بحوزتي في وطني يقطعون أشجار أحلامك ويسألونك عن حلمك في وطني لا مكان للفقراء أبداً يسمحون لك بأن تحلم ولكن هيهات هيهات أن تصِل

 

هزمتني تلك الحقيقة يا صديقي وليس طول المسافة ولا طموحي أيضاً

هزمني الظلم وغياب العدالة في واقع لا مكان لي فيه علام أفرح والعمر يمضي أمامي ويرحل دون أدنى إنجاز حتى

 

دعني يا صديقي أبكي كما اعتدت في أعماقي دون أن يلحظ إنكساري سواي

 

دعني ولا تخبرني بأن كل شيء سيصبح على مايرام لم يعد يجدي أسفاً ما مضى لن يعاد وما تبقى لا يستحق عناء الخطوات

 

دعني ياصديقي أفضفض معك و أحلم فقد يكون القادم من العمر الباقي أفضل

 

فالأيام تمضي وقطار العمر عندما يقدر له الله أن يقف في محطته الأخيرة أتمني أن تكون محطات سعادة ورضا من الله تعويضا عما جري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى