مقال

الدكروري يكتب عن الإنسان المسلم والأمر بالصلاح

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن الإنسان المسلم والأمر بالصلاح

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد أمر الله عز وجل المسلم أن يكون إنسانا صالحا يتعدى نفعه وإصلاحه إلى جميع البشر حتى غير المسلمين حيث أمره الله أن يحسن إليهم بإنقاذهم من الكفر المؤدي بهم إلى الشقاء في الدنيا وفي الآخرة بعد الموت، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذ بن جبل رضى الله عنه إلى اليمن “إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن هم أجابوك فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أجابوك لذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم، فإن هم أجابوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتقى دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب” وقال صلى الله عليه وسلم “لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خيرا لك من حمر النعم”

 

أي أغلى من جميع ما يحبه الإنسان من المال في الدنيا، وهذا بخلاف المناهج البشرية لأنها تدعو الإنسان إلى أن يكون مواطنا صالحا، أي يقتصر إصلاحه على وطنه فقط، وأمر الله سبحانه المسلم أن يرحم من في الأرض حتى الطير والحيوان، فقال صلى الله عليه وسلم ” ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” وقال “من لا يرحم الناس لا يرحمه الله” وحرم الله تعالى في الإسلام أذى الناس في طرقاتهم وفي أماكن اجتماعهم وفي متنزهاتهم وفي كل أحوالهم، وأمر المسلم أن يزيل الأذى عن الطريق وأن يعين الضعيف وأن يطعم الجائع ويكرم الضيف ولو كان غير مسلم، وأمره أن يرحم الأيتام والعجزة وأن يكفلهم وقال صلى الله عليه وسلم “أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة”

 

وجمع أصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام، ويهتم الإنسان المسلم بالتزاماته العبادية مع الله كالصلاة والصوم والحج، ويحرص على تأديتها حسب الأحكام الشرعية، متقربا بذلك إلى الله تعالى، وما ينبغي التأكيد عليه هو أن احترام مشاعر الناس، ورعاية حقوقهم المعنوية، لا يقل أهمية عند الله تعالى من تلك العبادات والشعائر الدينية، بل يظهر من بعض النصوص والأحكام أولوية حقوق الناس، كما ورد عن الإمام علي رضى الله عنه “جعل الله سبحانه حقوق عباده مقدمة على حقوقه، فمن قام بحقوق عباد الله كان ذلك مؤديا إلى القيام بحقوق الله” وإن من الموارد التي يتبين منها موقعية احترام مشاعر الناس في الإطار العبادي، هو إن المبادرة للصلاة إذا حان وقتها أمر مطلوب من الناحية الشرعية.

 

وإذا أقيمت الصلاة للجماعة تكون أكثر تأكيدا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأحرص على هذه الإلتزامات الشرعية، لكن الرواية الواردة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أقيمت الصلاة ورجل يناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم فما زال يناجيه حتى نام أصحابه، ثم قام فصلى، ويصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسلمين جماعة، فيطيل في سجوده أكثر من المعهود فيسأله القوم بعد الصلاة يا رسول الله لقد سجدت في صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها، كأنما يوحي إليك، فقال صلى الله عليه وسلم “لم يوح إليّ، ولكن ابني” وهوالحسن بن علي “كان على كتفي فكرهت أن أعجله حتى نزل” ويسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بكاء طفل، وهو يصلي بأصحابه جماعة، فيخفف صلاته رحمة بذلك الطفل.

 

ورعاية لعواطف أمه، فقد روى أبو قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله “إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه” وفي رواية عنه صلى الله عليه وسلم “فأتجوّز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه” وعن أنس بن مالك رضى الله عنه “وإن كان ليسمع بكاء الصبي فيخفف مخاف أن تفتن أمه”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى