خواطر وأشعار

إنعكاس البصيرة……..

جريدة الاضواء

خواطر ادبية خالد سيد 

إنعكاس البصيرة

في أغلب الأحيان يأتي شخص من مكان بعيد متلهفاً يطرق بابك ويسألك عن جارك الذي يعيش في الطابق العلوي أين فلان جارك تجيبه ب لا أعلم يدير ظهره متفاجئاً وأنت تغلق بيتك بلا تردد ولا إكتراث وكأنك تحمل السلم بالعرض أثناء ذهابك إلى مدرسة أبنك الذي يتألم بطنه لتأخذه إلى طبيب العائلة تقف في فناء المدرسة لا تعرف هو بأي صف 

ولا شيء سوا أسمه يجب عليك أن تصحح إنعكاس مخيلتك التي قلبت امامك الامور وفي أغلب الأوقات ونحن نحمل صورة العكس في كل مكان نصادف أشخاص نعرفهم وكانو من المقربين لدينا تتعثر خطانا بخطاهم تأتي أعيننا بأعينهم ولا نقوى على إلقاء التحية والمصافحة لا نزال على العكس 

يبقى الانعكاس يلاحقنا ويعيش معنا بشكل منقلب ونحن نحمل هاتفنا الذي منذ زمن لن يأتينا عليه إشعار من أحب صديق 

أو من أقرباء كانو لا يفارقون لوحة المحادثات الأولى

وسرعان ما تلاشت اسمائهم وصورهم من شاشاتنا وكأننا نحمل هاتفنا بدون بطاقة عكس من نفذت لديه بطارية الهاتف 

هذا يهون كله على أن تنقلب الموازين وتنعكس العلاقات داخل البيوت نجد الأفراد خلف أبوابهم المقفلة وطريقة تواصلهم لم تتعدى رسالة واتساب كي يعرفون ماذا يجري داخل بيتهم الصغير نضع مائدة الطعام ولا نجد الأفراد يستديرون حولها في وقت وجباتهم على العكس كل يوم نشعر بنقص العدد لتصبح 

المائدة بلا طعم ولا لذة يتحول العيش إلى مجرد دائرة شك وانتقام ومجاملات نرد الزيارة بزيارة ونغمض عيوننا عن من سهى نتركه ينام عميقاً بلا صحوة ونضع عليه الاطار المعكوس ننتقد من انعزلو بدون ان نفتش عن سبب انعزالهم 

وننعتهم بالقطيعة ونحن نكون أول المقصرين وننام على الخطئ باحثين عن أخطائهم فقط لا نزال على عكس التفكير و عقولنا مقلوبة وبكل الأوقات نختلف بمن هو الاصح ومن هو الخطئ وكلى الطرفين يعتقد بأنه هو المحق ويسحب الاطار

إلى حوزته دون القيام بتجليسه وتصحيح الانقلاب ويبقى يكبر الخطئ ويقوم الاختلاف بإفساد المحبة والود والسلام ليعم الكره ويملئ الصدور غيضاً وفي أغلب الأحيان تجبرنا الحياة على إنشغالنا في عمل نقوم به بإصلاح بعض النفوس وتعليمها كما يعمل بعض المدرسين في نشر الدين والتربية الصالحة

والأخلاق والسلوك الاجتماعي السليم تاركين أبنائنا يعانون من عقد ونقص بسبب الاهمال وسوء المعاملة والتربية الصالحة وكأننا ننظر إلى الحياة بمنظار معكوس

عندما نشغل أفكارنا ونتعبها بقراءة أشياء لا فائدة منها

وننسى كتاب الله والكتب التي تنمي قدرات عقولنا على تصحيح المفاهيم المغلوطة والانعكاسات 

ونكتب أشياء لا فائدة منها سوى ملئ الفراغ والصفحات قاصدين أن نملئها بسوء النوايا وجذب الاصدقاء وكثرة العدد متغافلين عن السؤال والحساب لاحقاً  

لما لا نكتب ونقرأ بالنوايا الحسنى وبياض القلوب لعل الموازين تنقلب وتعكس أمامنا صورة الحياة وواقعها بشكل أوضح وقلوب نابضة بالتفائل والأمل بالله

خالد سيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى