مقال

الدكروري يكتب عن حسن الاخلاق والتزام الصراط المستقيم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حسن الاخلاق والتزام الصراط المستقيم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة، وقد خيره الله تعالى بين أن يكون ملكا نبيا أو يكون عبدا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا، وكان صلى الله عليه وسلم ينام على الفراش تارة، وعلى النطع تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة بين رماله، وتارة على كساء أسود‏، فيقول أنس بن مالك رضي الله عنه ” دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على سرير مزمول بالشريط وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف ودخل عمر وناس من الصحابة فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عمر أثر الشريط في جنبه فبكى فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” ما يبكيك يا عمر ؟” قال ومالي لا أبكي وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا وأنت على الحال الذي أرى فقال. 

” يا عمر أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة ؟” قال بلى قال ” هو كذلك ” وهذا هو القدوة الحسنة للأمه المحمدية أجمع وإن المقصود بالقدوة الحسنة هو ما يتم اقتباسه من الاخرين من قول او فعل ويقوم الانسان باكتسابه ونقل عنهم بعض هذه الافعال والاقوال غلى حياته الخاصة، حيث ان لكل انسان شخصية ما يعجب بها ويقتبس منها وينقل عنها الافعال والاقوال ويكررها في حياته وبين اقرانه متشبها بتلك الشخصية التي يتخذها هو في الاصل قدوة حسنة، والقدوة الحسنة هى ما تكون من خلال شخص صالح وملتزم ومشهود له بحسن الاخلاق والتزام الصراط المستقيم في كل شي وهذه هى القدوة الحسنة التي تنفع الانسان إذا اكتسب منها اقوال او افعال وإن مبدأ القدوة الحسنة من المبادئ المهمة جدا ويجب علينا الأخذ به. 

وأن نعمل جميعا على تطبيقه في تربية أبنائنا، ولقد ترك لنا ديننا الحنيف ورسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم إرثا خُلقيا متكاملا كان وما يزال، منهجا حياتيا واضحا يحفل بالصور التي فيها مصلحة الفرد والمجتمع معا، وتعني القدوة هنا أن يكون المربي أو الداعي مثالا يحتذى به في أفعاله وتصرفاته، وقد أشاد القرآن الكريم بهذه الوسيلة فقال عز وجل ” قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه” وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا يزال، قدوة للمسلمين جميعا، والقدوة الحسنة التي يحققها الداعي بسيرته الطيبة هي في الحقيقة دعوة عملية للإسلام بكل ما يحمله من مبادئ وقيم تدعو إلى الخير وتحث على الفضيلة، وأهمية القدوة الحسنة بالنسبة للفرد إنها من الأشياء الهامة في حياة كل فرد منا.

وذلك لان القدوة الحسنة تعمل على دفع حياة هؤلاء الافراد إلى الامام كما ان القدوة الحسنة هى من تجعل الفرد يمضي قدما في حياته ويحقق ما يحلم به من اهداف وانجازات، كما ان القدوة الحسنة هى من ترشد الفرد إلى الطرقة الصحيحة لتحقيق احلامه والوصول إلى أهدافه كما انها تفيده في كيفية اكتساب الاساليب المفيدة التي تجعل من الوصول إلى أهدافه شيئا سهلا وخالي من التعقيد، وعندما يتم التاكد من هذه القدوة الحسنة سيزيد من يتخذونه كقدوة حسنة ويصبح له تأثر كبير في مجموعة من الافراد الذين يكتسبون منه الخبرات والصفات وهنا يصبح مثلا أعلى للكثير من الأفراد ويذيع صيته ويصبح من اهم الشخصيات المؤثرة في حياة الكثيرين وعلى من يتم اتخاذه قدوة حسنة الحذر والانتباه لكل قول او فعل يصدر عنه لأنه اصبح مؤثرا في الكثير. 

وأن يكون على درجة كبيرة من الانضباط حتى لا يؤثر اي فعل سلبي على حياة هؤلاء الأفراد ولا يقلل من رصيد محبته وأتباعه في قلوبهم، وقد سهّل لنا الإسلام الطريق لسلوك هذا المنهج الواضح دون أن يضيِّق على أبنائه، وجعل هذا المنهج صالحا لكل زمان ومكان، والدليل على ذلك كون الإسلام خاتم الأديان، ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء، فقال الله تعالى ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا” وكما جاء هذا المنهج واضحا بسيطا بعيدا عن اللبس والغموض والتعقيد، خاليا من الريب والشكوك، فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ” الحلال بيِّن، والحرام بيِّن ” رواه البخاري ومسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى