مقال

“وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ” 

جريدة الاضواء

وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ” 

بقلم / هاجر الرفاعي 

بسم الله الرحمن الرحيم بسم الذي لبس المجد وتكرم به بسم الذي تعطف بالعز وقال به بسم الذي خلقنا فسوانا في احسن تقويم بسم الذي أنزل القرآن موضحا ومبينا ما هو حلال وما هو حرام فهو الواحد الاحد الذي خلق كل شيء فجعل منه ما هو حلال وما هو حرام فالحلال يحل للمؤمنيين وما هو غير ذاكواذا اقترب منه المؤمنون سينالون الجزاء والعقاب،، وأمرنا المولى سبحانه وتعالى بألا نقول ما تهواه ألسنتنا بالكذب بأن هذا حلال وهذا حرام ولكن نقول هذا محبوب وهذا مذموم او هذا مستحب وهذا غير مستحب كما كان يفعل الصحابة رضوان الله عليهم 

ولنعلم جميعا والعلم كله عند الله أن من في يدة الحق بأن يقول هذا حرام وهذا حلال هو المولى سبحانه وتعالى فقط ونحن ما خلقنا الا لنتبع اوامرة فهو الآمر لنا بهذا فقال الله تعالى وقوله الحق سبحانه في سورة النحل : “وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ” فجائت التفسيرات مؤكدة ان ليس للإنسان شأن ولا يحق له التكلم أبدا تفسير القرطبي رحمه الله : ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا 

حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحونفيه مسألتان :الأولى : قوله تعالى : لما تصف ما هنا مصدرية ، أي لوصف . وقيل : اللام لام سبب وأجل ، أي لا تقول لأجل وصفكم 

الكذب بنزع الخافض ، أي لما تصف ألسنتكم من الكذب . وقرئ الكذب بضم الكاف والذال والباء ، نعتا للألسنة . وقد تقدم وقرأ الحسن هنا خاصة الكذب بفتح الكاف وخفض الذال والباء ، نعتا ” لما ” ; التقدير : ولا تقولوا لوصف ألسنتكم الكذب . وقيل على البدل من ما ; أي ولا تقولوا للكذب الذي تصفه ألسنتكم هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب . الآية خطاب للكفار الذين حرموا البحائر والسوائب وأحلوا ما في بطون الأنعام وإن كان ميتة .هذا حلال إشارة إلى ميتة بطون الأنعام ، وكل ما أحلوه .وهذا حرام إشارة إلى البحائر والسوائب وكل ما حرموه .إن الذين يفترون على الله الكذب لا 

يفلحون الثانية : أسند الدارمي أبو محمد في مسنده أخبرنا هارون عن حفص عن الأعمش قال : ما سمعت إبراهيم قط يقول حلال ولا حرام ، ولكن كان يقول : كانوا يكرهون وكانوا يستحبون . وقال ابن وهب قال مالك : لم يكن من فتيا الناس أن يقولوا هذا حلال وهذا حرام ، ولكن يقولوا إياكم كذا وكذا ، ولم أكن لأصنع هذا . ومعنى هذا : أن التحليل والتحريم إنما هو لله – عز وجل – ، وليس لأحد أن يقول أو يصرح بهذا في عين من الأعيان ، إلا أن يكون البارئ – تعالى – يخبر بذلك عنه . وما يؤدي إليه الاجتهاد في أنه حرام يقول : إني أكره كذا . وكذلك كان مالك يفعل اقتداء بمن تقدم من أهل الفتوى . فإن قيل : فقد قال فيمن قال لزوجته أنت علي حرام إنها حرام ويكون ثلاثا . فالجواب أن مالكا لما سمع علي بن أبي طالب يقول إنها حرام اقتدى به . وقد يقوى الدليل على التحريم عند المجتهد فلا بأس عند ذلك أن يقول ذلك ، كما يقول إن الربا حرام في غير الأعيان الستة ، وكثيرا ما يطلق مالك – رحمه الله – ; فذلك حرام لا يصلح في الأموال الربوية وفيما خالف المصالح وخرج عن طريق المقاصد لقوة الأدلة في ذلك .

ثم بين الله عقاب الذين الذين يتبعون ألسنتهم بقولهم الكذب فقال الله تعالى : “مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ” أي : متاعهم في الدنيا متاع زائل ضئيل، ولهم في الآخرة عذاب موجع،، فيجب علينا نحن ان نكون الفائزين بمحبة المولى سبحانه وتعالى ونتبع اوامرة ونجتنب نواهيه، ونأكل ونفعل ما أحله لنا،، وأن نبتعد عن كل ما حرمة والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى