مقال

عَيْبٌ………..

جريده الاضواء

” عَيْبٌ “

بِقَلَمِ : احْمَدَ سَلَامَةَ

تُعَدُّ كَلِمَةُ عَيْبٍ مِنْ الْكَلِمَاتِ الْقَوِيَّةِ وَالَّتِى لَهَا دَلَالَةٌ مُفَوَّهِمَةٌ وَوَاضِحَةٌ عَلَى الْخَطَأِ الْجَسِيمِ وَهِىَ كَلِمَةٌ انْتَشَرَتْ قَدِيمًا خَاصَّةً بَيْنَ الْاهَالَى وَالَاسْرِ الرَّاقِيَةِ وَالْعَرِيقَةِ بَلْ تَعَلُّمُهَا وَتَدَاوُلَهَا ايْضًا الْبُسَطَاءَ حَتَّى اصْبَحَ لَهَا قَانُونٌ يُعَاقِبُ اى مُسَؤَّلٌ يَخْطَأُ وَلَكِنْ مَعَ مُرُورِ الزَّمَنِ لَمْ نَعُدْ نَسْمَعُ هَذَّةَ الْكَلِمَةَ مُطْلَقًا وَخَاصَّةً فِى الشَّارِعِ الَّذِى عَجَّ بِالْكَثِيرِ مِنْ الْمَشَاكِلِ وَالتَّصَرُّفَاتِ الشَّاذَّةِ الَّتِى لَمْ تَكُنْ مَوْجُودَةً مِنْ قَبْلُ اوْ كَانَتْ بَسِيطَةً وَمَحْدُودَةً فِى بَعْضِ الْفِئَاتِ وَكَانَ هُنَاكَ كِبَارًا لَهُمْ احْتِرَامُهُمْ وَتَقْدِيرُهُمْ حَتَّى وَانَ لَمْ يَكُونُوا مِنَ الِاقْرِبَاءِ اوِ الْاهْلِ وَلَكِنْ كَانَ لَهُمْ كَلِمَةٌ تُسْمَعُ وَيُحْتَزَى بِهَا وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ اصْرَارًا عَلَى الْعُنْفِ وَالتَّعَدِّى السَّافِرِ فِى الشَّارِعِ الْمِصْرِىِّ نَعَمْ كَانَتْ هُنَاكَ مَشَاكِلُ وَجَرَائِمُ لَكِنَّهَا لَمْ تَكُنْ بِهَذَا الشَّكْلِ الْبَشِعِ الْمَوْجُودِ حَالِيًّا وَكَانَتْ لِلْكَلِمَةِ وَاقِعٌ وَتَأْثِيرَ قُوًى بَيْنَ الْاسِرِ وَبَيْنَ الْجِيرَانِ وَبَيْنَ النَّاسِ فَأَيْنَ ذَهَبَ تَأْثِيرُ هَذَةِ الْكَلِمَةِ وَلِمَاذَا لَمْ يَعِدِ احِدًا يَسْمَعُ وَخَاصَّةً شَبَابَ هَذَا الْعَصْرِ الَّذِينَ اصْبَحُوا فِى وَادَا اخْرَ وَفِى دُنْيَا اخْرَى وَكَأَنَّهُمْ لَيْسَ لَيْسُوا مِنْ مِصْرَ وَلَامَنِ اصُولُهَا الْعَرِيقَةِ فَعَلَى مَنْ يَكُونُ اللَّوْمُ هَلْ اللَّوْمُ عَلَى الْقَانُونِ امْ عَلَى الِاهْلِ وَالتَّرْبِيَةِ امْ عَلَى السُّوشْيَالِ مِيدْيَا وَتَأْثِيرَةَ الْبَالِغِ عَلَى ثَقَافَةِ الْمُجْتَمَعِ كَكُلٍّ وَمِنْ هُنَا لَابُدَّ الَى الِاشَارَةِ بَانَ التَّرْبِيَةُ هِىَ الِاسَاسُ وَانَ الْاسِرَةِ هِىَ الْمُسَؤَّلُ الْاوِلُ عَنْ النَّشِئِ قَبْلَ الْقَانُونِ وَعَلَيْنَا جَمِيعًا بِحُسْنِ تَرْبِيَةِ ابْنَاءِنَا وَرِعَايَتِهِمْ وَتَوَجِهِيهِمُ الْوُجْهَةَ الصَّحِيحَةَ بِاحْتِرَامِ الْكِبَارِ وَالِالْتِزَامِ بِالِادَّابِ الْعَامَّةِ وَاحْتِرَامِ الْعَادَاتِ وَالتَّقَالِيدِ وَانْ كَلِمَةَ ” عَيْبٌ ” هِىَ عِقَابٌ شَدِيدٌ لَايَجِبُ انْ نَسْمَعَةٌ مِنْ احْدٍ فَهِىَ عِقَابٌ لِوَلِى الِامْرِ دَاخِلَ الْاسِرَةِ قَبْلَ مَنْ يَسْمَعُهَا وَلَابُدَّ مِنْ احْتِرَامِ النَّفْسِ وَاحْتِرَامِ الْغَيْرِ فِى كُلِّ مَكَانٍ سَوَاءٌ فِى الشَّارِعِ الْعَامِّ اوْ دَاخِلَ الْمَدْرَسَةِ اوْ حَتَّى الْجَامِعَةُ وَانْ تَكُونُ التَّرْبِيَةُ الِاسْرِيَّةُ مَحَلَّ دِرَاسَةٍ بَحْثِيَّةٍ مِنْ الْمُتَخَصِّصِينَ وَاسَاتِذَةِ الْجَامِعَاتِ وَالْمُثَقَّفِينَ وَاصْحَابِ الْفِكْرِ وَاجْهَزَةِ وَمُؤَسَّسَاتِ الْبُحُوثِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ لِلْعَوْدَةِ بِالْاسْرَةِ الْمِصْرِيَّةِ الَى سَابِقِ عَهْدِهَا مِنْ احْتِرَامٍ لِلْمُجْتَمَعِ وَاعَادَةِ تَوْجِيهِ النَّشَأِ الَى الْوُجْهَةِ السَّلِيمَةِ الَّتِى تُرْفَعُ مِنْ شَأْنِ هَذَا الْوَطَنِ الْاصِيلِ الَّذِى اصْبَحَ يَحْتَاجُ الَى التَّكَاتُفِ بِقُوَّةٍ لِلْخُرُوجِ مِنْ ازْمَاتِهِ الْمُتَلَاحِقَةِ وَالَّتَى يُرِيدُهَا لَهُ اعْدَاؤَةٌ وَانَ عَلَيْهَا لَقَادِرُونَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلْتَحْيَا مِصْرُ الْعُظْمَى فَوْقَ الْجَمِيعِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى