مقال

الدكروري يكتب عن إن الله لا يحب كل خوان كفور

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن إن الله لا يحب كل خوان كفور

بقلم/ محمـــد الدكــــروري

إن من لم يدافع الله عنه يجب أن يراجع نفسه لا أن يتهم القرآن بشيء آخر والله عز وجل في آيات كثيرة، يقول ” من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة” فإن لم تكن حياة طيبة ما تفسير ذلك ؟ فإن هناك من يقول أنا مؤمن ولا أحيا حياة طيبة، ولكن هل هناك شك في القرآن الكريم أم نشك في إيمانه ؟ فالقرآن الكريم قطعي الثبوت، قطعي الدلالة والكون كله يؤكده، في هذه الحالة نشك في إيمان هذا المؤمن، مادام لا يحيا حياة طيبة، حينما قال الله عز وجل فى سورة الحج ” إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور” فهذا كلام خالق الكون، فإن لم يدافع الله عنك يجب أن تراجع نفسك لا أن تتهم القرآن، والله عز وجل يقول فى سورة النساء ” ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا” فإذا حدث خلاف ذلك فيجب أن تراجع نفسك، 

لا أن تتهم القرآن، فإن هذه حقيقة يجب أن تكون بين أيديكم، فالإسلام دين الله، والقرآن قطعي الثبوت، والقرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولن تستطيع أن تقطف ثمار الدين، ولا أن تستظل بظله، ولا أن تحتمي بحماه إلا إذا أتيت إليه، إلا إذا أتيته خاضعا، إلا إذا أتيته تائبا، إلا إذا أتيته خاشعا، فإذا بقيت أنت في موقعك، مقيما على ما أنت عليه، لا تزيغ عن معاصيك ولا عن شهواتك و تطالب هذا الظل البعيد أن يأتي إليك، وهذه الثمرة اليانعة أن تجلب إليك، فهذا أبعد من السماء عن الأرض، وفي مثل هذه الحالة لا تتهم القرآن ولا تتهم الإسلام بل اتهم نفسك وحدها، لأن الله سبحانه وتعالى أصدق القائلين، فقال تعالى فى سورة النساء ” ومن أصدق من الله حديثا” فإن آيات القرآن الكريم لها مصداقية لأنها كلام الله، فإذا رأيت آية لم تقع، أو أن هذا الوعد لم يقع، 

أو أن هذا الوعيد لم يقع، أو أن هذا القانون لم يُنفذ، فأنت يجب أن تقف موقفا متأنيا، لا أن تقف موقفا متسرعا، أنت تعلم مثلا أن الحديد إذا دخل في الإسمنت حقق قوة الضغط والشد معا، الإسمنت كما يقول المهندسون يتحمل قوة الضغط، والحديد يتحمل قوة الشد، لذلك لا ينشأ بناء إلا بإسمنت وحديد، الأول يتحمل قوى الضغط، والثاني يتحمل قوى الشد، فإذا أشدت بناء، ووضعت فيه حديدا، وانهار البناء، أتشك في خواص الحديد ؟ الجواب لا، ولكن أشك في هذا الحديد المستعمل في هذا البناء بالذات، فلعل فيه شوائب كثيرة، و لعل توزع الشوائب ليس منتظما، فوقع ما وقع، هذا هو الموقف العلمي لأنه حينما يشك الإنسان بمصداقية القرآن فقد كفر، فقد كفر وهو لا يدري، فإذا تلوت آيات كثيرة، ورأيت الواقع على عكس ما تتلو فلا ينبغي أن تشك في مصداقية الآيات. 

عليك أن تشك في هذا الذي يدعي أنه يطبقها، هذا الذي ادعى، وأراك بعينك الحديد في الدعائم، لعل هذا هو الحديد، فإني أشك في الحديد، ولا أشك في أصل الحديد، لأن أصل الحديد له مواصفات ثابتة، فهذا هو الإيمان أن تشعر أن هذا كلام الله و أن كل من طبقه يقطف ثماره وأن الله سبحانه وتعالى هذه كلماته لا تتبدل ولا تتغير ولا تعطل ولا تعدل، ولا تجمّد أبدا، كلمة الله عز وجل ثابتة، ولا تجد أصدق من كلمة الله عز وجل فقال تعالى ” إن ينصركم الله فلا غالب لكم” وهنا فلا غالب لكم، هذا كلام الله عز وجل ” وإن يخذلكم فمن ذا الذى ينصركم من بعده” فهذا كلام الله، وهذا كلام خالق الكون ولكن إذا تناقصت الطاعات تناقصت نسب الأمطار فعلا، ولكن إذا قل ماء الوجه قل ماء السماء و لكن إذا رخص لحم النساء ارتفع لحم الضأن طبعا، فهذا الخط البياني مطرد مع المعاصي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى