خواطر وأشعار

على قيد الأمل

جريدة الاضواء

على قيد الأمل

نقيدُ الشجن، ونطلقُ عصافيرَ الأملِ والسعادة في الفضاءِ الرّحب، ثم نتقوقع في الزوايا المتاحة، واقعيةً كانت أم إلكترونية، ونبدأ بالندب والنحيب..
دعونا ندخل إلى الذاكرة، نتجاوز كل ماهو عابرٌ، ونذهب رأساً نحو أكثرَ الملفاتِ اهتراءً لكثرة استخدامه. سنجد أنفسنا أمام أكثر مراحل الحياة حزناً ، فلنتوقف قليلاً هنا، عند هذا المحور تحديداً، نعم قد لا تروق لنا الحقائق عندما تقف هكذا قبالتنا وجهاً لوجه، فنحن مجبولون على إلقاء اللوم على الآخرين، وقد يكون الآخرون هنا أدواتٍ أو مواقفَ أو مراحلَ زمنيةٍ، فليس بالضرورة أن يكونوا أشخاصاً من لحمٍ ودم.
تلك الفطرة التي نُصرّ على استمراريتها وترسيخها فينا، عقداً بعد عقد، وجيلاً بعد جيل، لماذا لا نجرؤ حتى على التفكير بتغييرها فهل من مرسومٍ تشريعيٍّ في اتفاقية الحياة يقضي بأن نُطيل عمر الحزن فينا بينما نقتل براعم الفرح بأسرع وقت ممكن؟
نحن مصادر حزننا، ونحن زارعوا اليأس والإحباط فينا، ونحن المسؤولون أولاً وأخيراً عن كل دمعة نذرفها في غير مكانها وأوانها.
لماذا نسمح لأنفسنا بأن نعيش الغبطة لمرة واحدة ونكيل مقاديرها بالتدبر والتقتير بينما نعيش أحزاننا بشكل يومي تقريباً مع كل شجن عابر نستحضر جراحنا وانكساراتنا وأحزاننا ونعيد كرّة البكاء والنحيب ألم نتعب بعد؟
تلك اللحظات نفسها لو كان لها روح وجسد، لاعتلت عرش الشمس، وراحت تتباهى من عليائها علينا، لكثرة الحجم الذي منحناه لها فقط بعشقنا للبؤس…
نظرة خاطفة من هنا، نحو كل ما تم ذكره، تلقي الضوء بشكل مباشر على الحجم الهائل للفراغات التي كان بإمكاننا أن نملأها بالفرح والأمل ولكننا ذهبنا تلقائيا لعاداتنا القديمة بتحويلها إلى دراما..
أما حان الوقت لدفن كل ماعبر وانتهت صلاحيته من مواقف وأحداث واستبداله ببذور أكثر اخضراراً كالأمل مثلا؟!
برأيي ان هذا الأمر بأيدينا ولا يتطلب منا الكثير من الجهد فقط نحن بحاجة لإطلاق سراح ذكرياتنا اليائسة لتحلق عالياً مع بخار النسيان، شيئا فشيئا حتى تتلاشى، ولنحيل تشبثنا نحو الأشياء التي وإن عبرت بشكل خاطف في خيالنا، تترك على ملامحنا إبتسامة أمل…

لينا ناصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى