مقال

الدكروري يكتب عن التلطف مع السائل

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن التلطف مع السائل

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن التلطف مع السائل مهما كان طلبه، ومهما كانت شخصية السائل فيه مغفرة من الله عز وجل، والله تعالي مطلع على ما في القلوب وهل هو صادق محتاج أم كاذب محتال، وكذلك إذا سألك من يجهل أمرا فتدله وترشده إلى شخص متخصص او موقع أو مكان يعرف منه طلبه فهذا من المساعدة ، وكذلك المعلم لا داعي لاتهام السائل بالغباء وقلة الفهم، فهذا كله من جبر الخواطر الذي أمرنا به، وهذا واضح في قوله تعالي ” وأما السائل فلا تنهر” وأما عن قوله تعالى ” ولا يحض على طعام المسكين” فإن ديننا علمنا إذا لم تنفق وتعطي المسكين فحض على إطعامه، وقد عد عدم الحض على إطعام المسكين معصية يعاقب عليها قال تعالى في شأن أصحاب الشمال ” إنه كان لا يؤمن بالله العظيم” ولا يحض على طعام المسكين” 

ومعنى ذلك ان من كان لا يملك مالا ينفقه صدقة على المسكين فإنه يجب عليه أن يحض من يملك لإطعام المسكين، ومن الأمور الهامة جدا أن يتفقد الإنسان من حوله، تسأل عن الغائب وتسأل المريض ماذا به وما أصابه ؟ ربما يحتاج لمساعدة ويمنعه الحياء أو يحتاج لمشورة أو نصيحة فإذا وجدته منكسرا يبدو عليه الهم والغم تسأله مالي أراك مهموما ؟ وهذا ليس فضول ولا تدخل في شؤون الآخرين، لكن هناك من الناس من يمنعه الحياء أن يتكلم، وربما تعرضه لردة فعل سلبية من بعضهم أدى لهذا الصمت، وقد لاحظت أن البعض حينما أتكلم معه تشعر فعلا أنه كان محتاجا للتنفيس عما بداخله، فيشتكي ويتألم وينطلق في حديثه، فهذا كله مما يخفف المصاب عن الإنسان، وفكرة الطبيب النفسي هي نفس الفكرة تقريبا. 

فهو مع خبرته العلاجية لكنه يتيح للمريض أن يحكي عن آلامه وهمومه والأشياء والمخاوف التي يخشاها، أو الفوبيا والوساوس التي تصيبه، فهذا كله مما يخفف عن المريض النفسي الكثير، وإن حقن الهموم وحبسها في النفس وكثرتها وتواليها يؤدي إلى إصابة الإنسان بأمراض كثيرة جدا تؤدي إلى هلاكه، كالضغط المرتفع والسكري والجلطات، فسبحان الله التنفيس عن الهموم والكلام عن الاشياء التي يعاني منها الإنسان هذا مما يهديء من روعه ويهديء من نفسه، وقيل كان أحد الصحابة من سكان البادية أى الصحراء، اسمه زاهر وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول “زاهر باديتنا ونحن حاضروه” وكان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ببعض الهدايا، ويبادله الرسول صلى الله عليه وسلم بعض الهدايا.

فكان إذا نزل المدينة يبدأ أولا فيمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ينطلق إلى السوق، وجاء زاهر مرة ولم يجد النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق إلى السوق، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم زاهر، فذهب حتى أتى زاهر من خلفه، واحتضنه، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم ينادي قائلا “من يشتري العبد ؟ من يشتري العبد ؟ وزاهر يقول اتركني اتركني حتى عرف زاهر الرسول صلى الله عليه وسلم من صوته فقال إذن تجدني كاسدا يارسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم “ولكنك عند الله لست بكاسد” أنت عند الله لك وزن وقيمة وهذا من جبر الخواطر، فالبعض دائما يكثر من الاستهزاء بالغير والاستخفاف بهم، ويقول له أنت لا تساوي شيئا، أو أنت وجودك كعدمه، أو انت إنسان نكرة مثل هذا الكلام، فإذا كان هو كذلك فماذا عنك ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى