مقال

سنستدرجهم……..

جريدة الاضواء

” سنستدرجهم “

بقلم حسين عبد اللطيف

الغرور هو كل ما يخدع و يغر الإنسان أو يسبب إنخداعه من مال أو جاه أو شهوة، و غرور المرء إنخداعه بنفسه و إعجابه بها و رضاه عنها في تكبر و أختيال و هو كل ما يمنيه الشيطان من شعور خادع بالأهمية. و يقال أغتر إغترار، فهو مغتر، و أغتره الأمر أي أتاه على غفلة و من تضحك له الدنيا فيغترر.

و يغتر بعض الناس في الدنيا بما أنعم الله عز و جل عليهم من نعمة من مال و بنين و علم، أو نجاح في عمله باجتهاده أو بكد و جد الاخرين، وعنهم يقول ابن جريج عن مجاهد :” ليقولن هذا لي بعملي و أنا محقوق بهذا يغتر بما أذاقه الله عز و جل من نعمته في الدنيا، ألا تسمع الله عز و جل يقول عن قول المغترين بإنعام الله عز و جل عليهم في الدنيا: ” و قالوا نحن أكثر أموالا و اولادا و ما نحن بمعذبين “. و يغترون أيضا بما فضلهم الله عز و جل بنعم الدنيا على غيرهم، و لا يرون أن الله عز و جل أخذهم بعقوبة في الدنيا، و أنه سبحانه و تعالى إنما أعطاهم ما أعطاهم من الدنيا لما علم منهم من الخير، و أنهم عنده بالمنزلة العظمى.

 ألا تسمع إلي قول الله عز و جل إخبار عن قول قارون لموسى : ” إنما أوتيته على علم عندي ” و يقول سبحانه عز و جل: ” أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة و أكثر جمعا ” قال سبحانه:” بل هي فتنة” ثم قال سبحانه:” قد قالها الذين من قبلهم “.

 الدنيا فتنة، بلوى و اختبار، و أنها ليست بدليل على رضا الله عز و جل عن العباد، ألم تسمع قول الله عز و جل : ” سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ” قيل في التفسير: كلما أحدثوا ذنباً أحدثنا لهم نعمة. حتى ليفرحوا بها. و قال سبحانه و تعالى:” فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة ” يغترون بظاهر نعم الله عليهم. قال عز و جل:”سنستدرجهم من حيث لا يعلمون “. إستدراج الله العبد أي أخذه قليلا قليلا و أمهله و لا يهمله و لم يعجل عذابه، بل يأتيه بغتة.

 يقول سبحانه و تعالى: ” أيحسبون أنما نمدهم به من مال و بنين ، نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون “. يأخذهم بغتة و يقول عز و جل:” أن أخذه اليم شديد ” هود:١٠٢ ويقول سبحانه و تعالى: ” إن بطش ربك لشديد ” البروج:١٢. 

اللهم ردنا اليك ردا جميلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى