غير مصنف

الدكروري يكتب عن الإسلام والانتماءات الجغرافية

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الإسلام دين سماحة وقيم ومباديء وأخلاق، فهو دين طاهر شامل يصلح لكل زمان ومكان، وهو دين يدعوا إلي الخير والنفع للعباد، ويخطئ مَن يظن أن الإسلام يقضي على الانتماءات الجغرافية، أو الانتماءات العِرقية القبلية، كلا، فمحبة الأوطان وملاعب الصبا وإخوان العشيرة أمر فطري جبلي، والله تعالى يقول فى سورة الحجرات ” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعروبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم” والنبي صلى الله عليه وسلم كان يحب مكة وأرضها، وينتسب إلى قومه وقبيلته في قوله “أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبدالمطلب” وكان يحب قريشا ويقدمها ويوصي بها، ولكن حب القبيلة وما شابهه يجب ألا يحمل صاحبه على عصبية ممقوتة.

ولا يدفعه إلى حزبية بغيضة، وإقليمية ضيقة، وأفكار بالية، تقوم على النعرات الهادمة، والاصطدام المذموم، بل يجب أن ينضوي هذا الحب وهذا الانتماء في الإطار العام لهوية المسلمين، هوية الدين والعقيدة، وإنه ترتبط بأية صفة جسدية أو اجتماعية غير مرغوب فيها، ويشمل تطوير الهوية تطوير الهوية الدينية، والهوية السياسية، والهوية المهنية، والهوية العرقية، والهوية الجندرية، ويتضمن تطوير الهوية جانبين رئيسيين، هما مفهوم الذات حيث يشير إلى قدرة الشخص، على بناء معتقدات وآراء شخصية بثقة واستقرار، ويجدر بالذكر أن التطورات المعرفية في مرحلة المراهقة المبكرة تساهم في زيادة الوعي الذاتي، والوعي حول الآخرين وأفكارهم وأحكامهم، بالإضافة إلى القدرة على التفكير .

في الاحتمالات المجردة والمتعددة، وكذلك احترام الذات حيث يشير إلى أفكار الفرد ومشاعره تجاه مفهوم ذاته وهويته الشخصية وتعزيزها وحمايتها، وأيضا الهويات الاجتماعية حيث تشير الهوية الاجتماعية للفرد إلى المجموعة التي ينتمي إليها الفرد، والتي تعرّف عادة بناء على الخصائص البدنية، والاجتماعية، والعقلية، للأفراد كالعِرق، والجنس، والطبقة الاجتماعية، والدين، والقدرات البدنية، والحالة الاجتماعية، والمعتقدات الدينية، وغير ذلك، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله “والله تعالى قد سمّانا في القرآن المسلمين المؤمنين عباد الله، فلا نعدل عن الأسماء التي سمانا الله بها إلى أسماء أحدثها قوم وسمّوها هم وآباؤهم ما أنزل الله بها من سلطان، بل الأسماء التي قد يسوغ التسمي بها.

مثل انتساب الناس إلى إمام، كالحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي، أو إلى شيخ كالقادري والعدوي ونحوهم، أو مثل الانتساب إلى القبائل، كالقيسي واليماني، وإلى الأمصار كالشامي والعراقي والمصري، فلا يجوز لأحد أن يمتحن الناس بها، ولا يوالي بهذه الأسماء ولا يعادي عليها، بل أكرم الخلق عند الله أتقاهم مِن أي طائفة كان” ولقد هدم الإسلام عصبية الجاهلية، وعن جندب بن عبدالله البجلي رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مَن قتل تحت راية عمّيّة يدعو عصبية أو ينصر عصبية، فقتلة جاهلية” ومعنى عمّيّة، قالوا هي الأمر الأعمى لا يستبين وجهه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى