مقال

الدكروري يكتب عن الزوبان في الهوية الغربية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الزوبان في الهوية الغربية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إياكم والزوبان في الهوية الغربية، فإنها هوية لا تعرف شيء عن تعاليم الإسلام السمحة، فإنها هوية مفتوحه وعلاقتها بلا قيود، فإذا انسلخ المسلم من هويته وراح يجري خلف سراب خادع مِن المذهبيّات والطوائف والقوميات الفارغة فإنه لن يجني إلا الجراح تلو الجراح، فرأينا شعوبا جرت لاهثة خلف أفكار سمّوها بعثية، وأخرى قومية عربية أو فارسية ولم تجنِ الأمة إلا الضعف والضياع لأن ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل، فمن مخاطر ضياع الهوية الحقيقية للمسلم هو التفكك والتشرذم، ثم الضعف والانحلال، والله تعالى يقول فى سورة الأنفال”وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين”

 

وإن من أضرار ضياع الهوية هو ظهور أجيال من المسلمين ممسوخة الأفكار مطموسة الملامح، يجهلون العقيدة، يوالون أهل الكفران، وكذلك الاحتلال الفكري والثقافي الذي سيغزونا، وهو شر أنواع الاحتلال لأن به سيجني أعداؤنا حلفاء من بيننا، ودعما من أموالنا، وأيضا تضييع الفرائض والأحكام، ومن ثم تهميش دور الدين الذي هو قائد للمسلم في كل أموره، وأيضا من الأضرار هو خسارة المسلم دنياه وآخرته، فلا بضياع هويته حاز دنيا، ولا أبقى دينه، بل انماع في أفكار تغريبية، ومبادئ علمانية، وتتمثل نظرية الهوية الاجتماعية بدراسة التفاعل بين الهويات الشخصية والاجتماعية، كما تهدف إلى تحديد الظروف التي يفكر بها الأفراد كأفراد أو كأعضاء في الجماعات والتنبؤ بها.

 

وتصاغ نظرية الهوية الاجتماعية من خلال أربعة عمليات وهى التصنيف الاجتماعي، وتشير إلى تحديد الهوية الذاتية للفرد مع مجموعة اجتماعية، والإيجابية داخل المجموعة، وتشير إلى العواطف الإيجابية واحترام الذات الناتجة عن الانتماء للمجموعة، والمقارنة بين المجموعات، وتشير إلى التصورات حول وضع المجموعات المختلفة، والعداء خارج المجموعة، وينتج عن مقارنات وتصورات بين المجموعات حول عدم شرعية بين المجموعات في المجتمع، وإن من وسائل الحفاظ على الهوية الإسلامية، هو الحرص على أصل الولاء والبراء في القلوب والأقوال والأعمال، الذي يعني وجوب محبة المؤمن ونصرته، وبغض الكافر وعداوته، والحذر من التشبه باليهود والنصاري.

 

وسائر الملل من غير المسلمين، سواء كان التشبه بهم في أسلوب الحياة من لباس أو طريقة كلام، مما هو مِن خصائصهم التي تميزهم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مَن تشبه بقوم فهو منهم” رواه أبو داود، ولذلك كرِه النبي صلى الله عليه وسلم التشبه بغير المسلمين في خصائصهم، كالنداء للصلاة بالنفخ في البوق، أو بضرب الجرس، أو بإشعال نار لِما فيه من تشبه بغير المسلمين بأمر من شعائرهم، حتى مَنّ الله على المسلمين بالأذان فكان شعارا للإسلام، وعزّا للدين، وإعلاء لكلمة الله تعالى، وأيضا عدم الاختلاط بغير المسلمين إلا لحاجة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم مَن يخالل” رواه الترمذي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى