مقال

الدكروري يتكلم عن إصلاح النفوس

جريدة الاضواء

الدكروري يتكلم عن إصلاح النفوس
بقلم / محمــــد الدكــــروري

لقد أكدت الشريعة الإسلامية على إصلاح النفوس، وبين أن تغيير أحوال الناس من سعادة وشقاء، ويُسر وعُسر، ورخاء وضيق، وطمأنينة وقلق، وعز وذل، كل ذلك ونحوه تبع لتغير ما بأنفسهم من معان وصفات، فإنه صلي الله عليه وسلم صاحب المقام المحمود الذي يغبطه عليه الأولون والآخرون حتى الملائكة, المقام المحمود يوم يجمع الله الأولين والآخرين، والجن والإنس، والكبار والصغار، والأغنياء والفقراء، والملوك والمملوكين، غرلا بهما جردا حفاة, فينتظرون الله متى يفصل بينهم في القضاء، فيأتون إلى نبي الله آدم عليه السلام يقولون اشفع لنا إلى الله ليحكم بيننا في هذا اليوم وهو يوم الفصل ويوم القيامة ويوم الحساب ويوم الطامة فيقول نفسي نفسي، فلا يستطيع.

الأمر أعظم من أن يشفع فيه، فيأتون نبي الله الخليل إبراهيم عليه السلام فيقول نفسي نفسي ويعتذر نبي الله موسى عليه السلام ويعتذر نبي الله عيسى عليه السلام فيأتون الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم فيتخطى الصفوف، ويتقدم التاريخ، ويقف أمام الأجيال، وينحني تحت العرش ويقول صلي الله عليه وسلم أنا لها أنا لها ويسجد أمام رب العالمين, ويثني على الله، ويبكي ويسأل, ويدعو ويتضرع, فيقول الله عز وجل له ارفع رأسك, وسل تعط, واشفع تشفع، فيسأل الله أن يفصل بين الناس, فيفصل الله بين الناس” فيقول الله تعالي ” ومن الليل فتهجد به نافلة لك” أي زيادة في أجرك وأما ذنبك فمغفور, وعيبك مستور, وسعيك مبرور, حيث قال الله عز وجل.

” ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك نصرا عزيزا” فحقا هو نصرا سمعه التاريخ، وأذعنت له البشرية, أتظن أنه نصر على المدينة، أو مكة، أو الحجاز؟ لا إنه نصر دخل به إلى إشبيليا وقرطبة ونهر اللوار وسيبيريا والجنج والهند والسند حتي الصين، وكان صلى الله عليه وسلم خير الناس وخيرهم لأهله وخيرهم لأمته من طيب كلامه وحُسن معاشرة زوجته بالإكرام والاحترام ، حيث قال صلي الله عليه وسلم “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي” رواه الترمذي، وكان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطف إليهم ويتودد إليهم ، فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم.

وكان من شأنه صلى الله عليه وسلم أن يرقق اسم السيدة عائشة رضي الله عنها كأن يقول لها “يا عائش” ويقول لها “يا حميراء” ويكرمها بأن يناديها باسم أبيها، بأن يقول لها “يا ابنة الصديق” وما ذلك إلا توددا وتقربا وتلطفا إليها واحتراما وتقديرا لأهلها، وكان يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم وكانت السيدة عائشة رضى الله عنها تغتسل معه صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، فيقول لها “دعي لي” وتقول له دع لي” رواه مسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى