دين ودنيا

الدكروري يكتب عن الرسول في الشميسي

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

عند وصول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن معه، الحديبية وهو مكان فيه بئر ماء، يقع غرب مكة، ويبعد عنها حوالي أثنين وعشرين كيلوا، ويعرف بالشميسي الآن، وقد أرسل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، الصحابى الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى قريش وقال صلى الله عليهم وسلم له ” اخبرهم أنا لم نأتى لقتال وإنما جئنا عمارا وادعهم إلى الإسلام ” ففعل عثمان رضي الله عنه، ما أمره به النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه تأخر في العودة، فشاع بين المسلمين في الحديبية أن عثمان قتل، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى البيعة، فبايع الصحابة على قتال قريش وعدم الفرار حتى الموت، وهي البيعة المعروفة ببيعة الرضوان، التي أشار إليها الله عز وجل بقوله تعالى فى سورة الفتح. 

 

“لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما فى قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم قتحا قريبا، ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما” فكان بعد ذلك أن أرسلت قريش عروة بن مسعود الثقفي، إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، للتفاوض معه، فعاد عروة وقال لقريش “أى قوم، إنى رأيت الملوك وكلمتهم، وما رأيت مثل محمد صلى الله عليه وسلم، قط، ما هو بملك ولكن رأيت الهدى معكوفا يأكل وبره، وكما أراكم إلا مصيبكم قارغة، فانصرف ومن تبعه من قومه فصعد سور الطائف فشهد ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، فرماه رجل من قومه بسهم فقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الحمد لله الذى جعل فينا مثل صاحب ياسين ” ويشير النبى صلى الله عليه وسلم. 

 

إلى قول الله تعالى فى سورة يس “وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين، اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون” فلما رأت قريش، ما حل بعروة، أسرعت في إرسال سهيل بن عمرو، لعقد صلح مع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم سهيل بن عمرو، استبشر وقال ” قد سهل لكم أمركم ” فتفاوض معه صلى الله عليه وسلم، وتم الاتفاق على أن يرجع المسلمون إلى المدينة ولا يدخلوا مكة في هذا العام، ويأتوا في العام القادم ليقضوا مناسكهم، على أن لا تتعرض لهم قريش بأي نوع من الأذى، بشرط أن لا يحملوا سلاحا إلا سلاح الراكب، وأن لا تتجاوز مدة بقائهم بمكة أكثر من ثلاثة أيام فقط، ووضع الحرب بينهم عشر سنين. 

 

يأمن الناس فيها ويكفّ بعضهم عن بعض، وأن يلتزم النبي صلى الله عليه وسلم، برد أي قرشي يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم، بغير أذن من وليه، وأما من يأتي من المسلمين إلى قريش فلا يرد، ومَن أَحب أن يدخل في عقد قريش فله ذلك، ومن أحب أن يدخل في عقد محمد، فله ذلك وأي تعرض على تلك القبائل يعد عدوانا على المتحالفين، فتم الاتفاق على هذه الشروط وكتبت في نسختين، نسخة أخذها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، والأخرى مع سهيل بن عمرو، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم، بعد كتابة المعاهدة والشروط القاسية، قد أخذهم الهم والحزن كل مأخذ، ولم يستطيعوا أن يتصوروا أن يردوا عن مكةَ وهم على مقربة منها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى