«أمنياتي»
اقترب العمر من الخمسين…
واشتعل الراس شيبا من اهوال ما راته العين….
فيما مضى من السنين…
كم هي سريعة جدا عجلات السنين….
وكم هي متخازلة وبطيئة جدا جدا الاماني
كسلحفاة تمشي الهوين….
وكم انا كنت شاكرا
وكنت من الصابرين….
ما نولت أي شئ مما تمنيته وكنت له من الراجين….
كانت الايام عنيدة
كمهرة تابي لأن تنقاض أو تلين…
كصقر جعل من امنياتي فريسة
راح ينقض عليها من حين الي حين….
وكل هذا وانا من الصابرين….
ابحرت في بحر الحياة
وحيدا شريدا لا سندا لي ولا معين…..
اصارع وحدي
امواج الظروف
وعواصف الاقدار بشراع محطم
وقلب مكسور حذين….
. هربت مني شواطئ المني
ومراسيها انكرتني
وكان سفن امنياتي من المسخوطين…
ضاع شبابي اسقي ورودا
ما كنت لها من القاطفين…
وكلما اشق جداول احلام
كان يجف نهر الامل قبل ان ابذر اماني….
واقضي لياليا…..
محطم حزين….
فياليتني ما ابحرت في بحر الحياة اكثر من هذا
وياليت عمري توقف عند العشرين….
احمد ماهر ابو نورا
شاعر الصعيد
