مقال

الدكروري يكتب عن الحصول علي حياة صحية سليمة

الدكروري يكتب عن الحصول علي حياة صحية سليمة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن الحصول علي حياة صحية سليمة

روي عن عبد المجيد بن عبد العزيز، عن أبيه قال أدركتهم يجتهدون في الأعمال فإذا بلغوها ألقي عليهم الهم والحزن لا يدرون قبلت منهم أو ردت عليهم ؟ وكان عطاء السليمي إذا استيقظ قال ويحك يا عطاء، ويحك يا عطاء، وأبيك يا عطاء، وأمك يا عطاء حتى يصبح، وكان بكر بن عبد الله المربي إذا رأى شيخا قال هذا خير مني هذا عبد الله قبلي، وإذا رأى شابا قال هذا خير مني ارتكبت من الذنوب أكثر مما ارتكب، وعن الحسن البصري قال المؤمن في الدنيا كالغريب لا ينافس في عزها ولا يجزع من ذلها، للناس حال وله حال الناس منه في راحة ونفسه منه في شغل، وقال صلي الله عليه وسلم “لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة” 

 

وإن الإنسان الذي يسعى للحصول على حياة صحية سليمة وخالية من أي مرض يجب عليه الإقلاع عن عادة التدخين واتباع كافة الطرق والوسائل التي تساعده على التخلص من هذا الوباء المدمّر لحياته، وإن هذه الأمة التي اختار لها الله تعالى أن تكون أمة طيبة، طاهرة، نقية تقية، منزهة عن كل خبث وفساد وقبح وقذارة، هذه الأمة التي أرادها الله كذلك قد ابتليت بكثير من الأمراض الخبيثة والعلل القبيحة والعادات السيئة والظواهر الفاسدة، وكأنها قد عمي بصرها عن قوله تعالى “ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب” ولعل ظاهرة التدخين تعتبر أكثر الظواهر والعادات انتشارا بين أفراد الأمة، حيث أصبحت متفشية بين أفراد المجتمعات على اختلاف مستوياتهم وأعمارهم صغارا وكبارا. 

 

رجالا ونساء، شيبا وشبابا، مثقفين وأميين، فقراء وأغنياء ولم ينجو من هذه البليّة والمصيبة إلا من غلب الإرادة على الهوى، والعقل على العاطفة، والمصلحة على المفسدة ولايختلف اثنان من العقلاء في أن التدخين بجميع أنواعه خبث من الخبائث، مُضرّ بالنفس والبدن، هالك للصحة، مُضيع للمال، مُفسد للأخلاق، مُخرب للبيوت، مُشتت للأسر، وقد اتفق العلماء على أن التدخين فحش من الفواحش التي وجب الابتعاد عنها امتثالا لأمر الله تعالى الذي يقول في محكم التنزيل في سورة الأنعام “ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن” وقال الله تعالى ” قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون” فمن حكمة الله تعالى. 

 

أن خلق المتضادات في هذه الحياة، من الطيب والخبيث، والصالح والفاسد، والمؤمن والكافر، والضار والنافع، ليتم الابتلاء والامتحان للعباد، ففي هذه الآية الكريمة نفي المساواة بين الخبيث والطيب، فيقول تعالي ” قل هل يستوي الخبيث والطيب” وهذا يشمل الخبيث من الأشخاص، والخبيث من الأعمال، والخبيث من الأقوال، والخبيث من الأموال، والخبيث من المآكل والمشارب، فلا يستوي الخبيث والطيب من هذه الأشياء ولا من غيرها، فلا يستوي الخبيث والطيب من الأشخاص، وأن تناول الطيبات من المآكل والمشارب له تأثير طيب على القلب والبدن والسلوك، وكذلك تناول الخبائث من المآكل والمشارب له تأثير سيئ على القلب والبدن والسلوك، فقال الله تعالى في سورة المؤمنون ” يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم”. 

الدكروري يكتب عن الحصول علي حياة صحية سليمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى