مقال

الدكروري يكتب عن نبي حبست له الشمس

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن نبي حبست له الشمس

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

لقد قص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، علينا قصة نبي من أنبياء بني إسرائيل خرج للجهاد والغزو وذلك في الحديث الذي أخرجه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهو أنه في يوم من الأيام خرج هذا النبي غازيا لفتح إحدى القرى، وقبل خروجه حرص على أن لا يتبعه في غزوته تلك إلا من تفرغ من جميع الشواغل، والارتباطات الدنيوية التي من شأنها أن تقلق البال وتكدر الخاطر، وتعيق عن الجهاد والتضحية في سبيل الله، فاستثنى من جيشه ثلاثة أصناف من الناس، الأول رجل عقد نكاحه على امرأة ولم يدخل بها، والثاني رجل مشغول ببناء لم يكمله، والثالث رجل اشترى غنما أو نوقا حوامل وهو ينتظر ولادها، فإن الذي انشغل بهذه الأمور وتعلق قلبه بها لن يكون عنده استعداد.

 

لأن يثبت في أرض المعركة ويتحمل تبعات القتال، بل ربما كان سببا للفشل والهزيمة، ولما خرج متوجها نحو القرية، دنا منها وقت صلاة العصر أو قريبا منه، وكان الوقت المتبقي إلى الغروب لا يتسع للقتال، فقد يدخل عليه الليل قبل أن ينهي مهمته، واليوم يوم جمعة، وبدخول الليل يحرم القتال على بني إسرائيل الذين حرم عليهم الاعتداء في السبت، وعندها توجه هذا النبى الكريم إلى الشمس مخاطبا لها بقوله إنك مأمورة وأنا مأمور، ثم دعا الله عز وجل أن يحبسها عليهم ، فأخر الله غروبها وحبسها حتى تم له ما أراد وفتح الله عليه، وقد كانت الغنائم محرمة على الأمم قبلنا، فكانت تجمع كلها في نهاية المعركة في مكان واحد، ثم تنزل نار من السماء، فتأكلها جميعا، وهي علامة قبول الله لتلك الغنائم.

 

فإن غل أحد منها شيئا لم تأكلها النار، فجمعت الغنائم وجاءت النار فلم تأكل منها شيئا، فعرف هذا النبي أن هنالك غلولا وأخبر جيشه بذلك، ثم أمر بأن يبايعه من كل قبيلة رجل، فلصقت يده بيد رجل من القبيلة التي فيها الغلول، فعرف أن الغالين هم من هذه القبيلة، وطلب أن يبايعه كل فرد من أفرادها على حدة، فلصقت يده بيد رجلين أو ثلاثة وكانوا هم أصحاب الغلول، فأمرهم بإحضار ما أخذوه فجاءوا بقطعة كبيرة من الذهب على شكل رأس بقرة، فلما وضعت مع الغنائم جاءت النار فأكلتها، وقد من الله عز وجل على هذه الأمة، فأحل لها الغنائم التي كانت محرمة على من قبلها من الأمم وستر عنها أمر الغلول، وفضيحة عدم القبول، وهو من خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

 

فإنه هو النبى يوشع بن نون، والنبى يوشع بن نون، وقد عايش النبي يوشع بن نون عليه السلام نبى الله موسى عليه السلام، حيث وُجدا في الحقبة الزمنية ذاتها، وكانا صاحبين في طلب العلم، حيث كان نبى الله موسى عليه السلام يعلمه ويُعده ويربيه ففاز بصحبته، وفي أحد الأيام قام نبى الله موسى عليه السلام خطيبا في بني إسرائيل فسأله أحدهم من أعلم الناس؟ فقال أنا، فعاتبه الله عز وجل على جوابه هذا وأمره بالذهاب مع النبي يوشع بن نون إلى أحد عباد الله الصالحين في مجمع البحرين، وقد ذكرت هذه القصة بالتفصيل في القرآن الكريم لتكون عبرة للنبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وحتى يتعلموا منها ويستفيدوا من أحداثها في حياتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى