مقال

الدكروري يكتب عن وقالت اليهود عزير ابن الله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن وقالت اليهود عزير ابن الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت بعض المصادر التاريخية، بأن هناك اعتقاد بأن يهود اليمن هم من نسبوا بنوة العزير لله، ويظهر ذلك في إحدى آراء ابن حزم الأندلسي التي تقول بأن هناك بعض من يهود اليمن يعتقدون أن عزيرا ما هو إلا ابن الله مع أنه لم يعش في اليمن، وقيل بأن هناك اعتقاد بأن يهود اليمن هم من نسبوا بنوة العزير لله، ويظهر ذلك في إحدى آراء ابن حزم الأندلسي التي تقول بأن هناك بعض من يهود اليمن يعتقدون أن عزيرا ما هو إلا ابن الله مع أنه لم يعش في اليمن، ومع ذلك، ليس هناك ما يثبت وجود تلك الفئة من اليهود، علاوة على ذلك، تبدو نظرية ابن حزم شاذة وتحديدا عند الإطلاع على مادة اليمن في الموسوعة اليهودية، فيهود اليمن لا يتسمون باسمه، ويرجع هذا وفقا لما ورد في رواياتهم.

 

من لعن عزرا لهم أي يهود اليمن ليصبحوا فقراء لأنهم لم يرحلوا إلى إسرائيل، ومما يزيد تلك النظرية شذوذا، هو ما ورد في كتاب عزرا والمعترف من قبل اليهود من ذكر اسم والده سرايا، لذا يرى بعض المستشرقين مثل تشارلز توري أن الهدف هو جعل الإسلام الدين الوحيد ذو الصفة التوحيدية في حينها، فيما نجد أن موقف بعض مفسري القرآن الكريم يسير بشكل شبه مقارب للآراء السابقة، فالقرطبي على سبيل المثال علق على هذه المسألة بقوله هذا لفظ خرج على العموم ومعناه الخصوص، لأنه ليس كل اليهود قالوا ذلك، وهذا مثل فوله تعالى كما جاء فى سورة آل عمران ” الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ”

 

وقيل إن من كان يقولها كانوا في زمان وقد انقضوا، وهذا متوجه للذم إليهم لأن بعضهم قد قاله، وعاضد هذا القول النقاش، فقال لم يبق يهودي يقولها بل قد انقرضوا، ومن الأقوال المعاصرة، نستشهد مما ذكر في كتاب تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم لفضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي، فيقول وقد ذكر المفسرون هنا أقوالا متعددة في الأسباب التي حملت اليهود على أن يقولوا ” عزير ابن الله ” وأغلب هذه الأقوال لا يؤيدها عقل أو نقل، ولذا فقد ضربنا عنها صفحا، متابعا وقد نسب الله سبحانه وتعالى، القول إلى جميع اليهود مع أن القائل بعضهم، لأن الذين لم يقولوا ذلك لم ينكروا على غيرهم قولهم، فكانوا مشاركين لهم في الإثم والضلال، وفيما يترتب على ذلك من عقاب، وقيل رأى آخر.

 

 

وهو إن عزرا فى التراث اليهودى هو عزرا ابن سرايا، النبى والكاهن والكاتب، اسم عبرى معناه عون، وكان كاهنا مؤمنا ورعا حفظ الكتاب المقدس وقام بنسخه، لقد كان دارسا مجتهدا، ومفسرا عميقا لوصايا الله وعهده لبنى إسرائيل فى وقت كان اليهود فى الاسر السبى البابلي لا يعرفون الكثير عن الشريعة والكتاب المقدس فنال بذلك حب اليهود وتقديرهم له إلا ان ذلك لم يصل ابدا الى مرتبة الأنبياء الكبار حسب المفهوم اليهودي، ويعتبر عزرا بمكانة موسى عند اليهود، فموسى هو الذى اخرج بنى اسرائيل من مصر، وعزرا هو الذى اخرج بنى إسرائيل من بابل، إلا أن عزرا لم يكن فى نظر اليهود ابنا لله والأهم إنه لم يدعى هو عن نفسه ذلك ولم يذكر لنا الكتاب المقدس أو الكتب اليهودية الموثقة الأخرى هذا الأمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى