مقال

الدكروري يكتب عن فراق يوسف أباه يعقوب

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن فراق يوسف أباه يعقوب
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد فارق نبى الله يوسف عليه السلام أباه نبى الله الكريم يعقوب عليه السلام عندما كان عمره سبعة عشر عاما، حيث أخذ كعبد إلى مصر بسبب أخوته الذين كانوا يغارون منه، لأنه حلم حلما وبه كان ملكا عليهم، وقد حزن يعقوب جدا على فقدانه ليوسف، وبعد ثلاثة عشر عاما من أخذ يوسف كعبد، فقد حلم فرعون بحلمين وكان يريد من يفسرهما له، وسمع فرعون أن يوسف الذي كان في السجن يستطيع أن يفسر هذه الأحلام، وقد فسّر نبى الله يوسف عليه السلام هاذين الحلمين على أنه ستأتي سبع سنوات يزداد فيها خير الأرض ويتبعها سبع سنوات عجاف، لا تؤتي الأرض خلالها محاصيل كافية، فتعجّب الفرعون من هذا التفسير، وجعل يوسف نائبا له، ووكل له مسؤولية جمع وتخزين جزءا من القمح والغلال.

خلال سنوات زيادة المحاصيل لاستهلاكها خلال سنوات المجاعة، وعندما جاءت سنوات المجاعة، فذهب عشرة من أخوة يوسف عليه السلام ليشتروا قمحا من مصر، فلما رآهم يوسف عليه السلام فعرفهم، أما هم فلم يعرفوه، وقد طلب منهم أن يرى أخوهم الصغير أي أخاه بنيامين، وأخذ يوسف شمعون كرهينة إلى ان يجلبوا بنيامين معهم، وقد صُدم نبى الله يعقوب عندما علم بذلك، حيث كان خائفا على بنيامين لأنه اخر ما بقي له من زوجته راحيل، ورفض أن يرسله، ولكن عندما ازدادت المجاعة، وافق يعقوب أن يرسل بنيامين مع أبنائه إلى مصر، وقد وعده إبنه يهوذا بأن يحمي بنيامين، بعد ذلك وصل الأخوان إلى يوسف، فعندما رأى يوسف أخاه بنيامين تأثر كثيرا وكشف نفسه لأخوته.

بأنه هو يوسف أخوهم، وقد دعى يوسف أخوته وعوائلهم وأباه إلى المجيء لمصر، وقد عاش يعقوب آخر سبعة عشر سنة من عمره في مصر مع أولاده الإثنا عشر ومات عن عُمر مائة وسبعه وأربعين سنه، وقبل موته جعل يوسف بأن يعده بأن يدفنه في مغارة حقل المكفيلة، فأقام نبى الله يوسف عليه السلام جنازة كبيرة لأبيه، ويروي سفر التكوين الإصحاح أربعه وثلاثين قصة فتاة اسمها دينا وهى ابنة يعقوب من إحدى زوجاته، وقيل أنه قد أعجب بها ابن رئيس المدينة المجاورة فاتصل بها واضطجع معها وأذلها، ثم عزم أن يجعل هذه العلاقة مشروعة وقرر الزواج بها، فلاطفها وذهب إلى أبيها يعقوب لكي يكلمه في الأمر ويطلب مصاهرته ويمضى في إجراءات العقد.

فلما كلم يعقوب في الأمر تظاهر هو أسرته بقبول المصاهرة، ولكنه اشترط عليه أن يختتن هو وجميع أفراد قبيلته حتى يتم هذا الزواج، وكذلك لتتسع دائرة العلاقات بين أبناء يعقوب وأهل المدينة جميعا، وفي اليوم الثالث لإجراء الختان، وبينما ذكور المدينة متوجعين من الختان أغار أولاد يعقوب على المدينة وهى آمنة، فقتلوا الذكور كلهم وسبوا كل الأطفال والنساء ونهبوا ما وجدوه من ثروات، وأما عن تفاصيل هذه القصة كما يرويها سفر التكوين، فتقول بانها قد خرجت دينا ابنة السيدة ليا التي ولدتها ليعقوب، فرآها شكيم ابن حمور الحوى رئيس الأرض وأخذها واضطجع معها وأذلها، وتعلقت نفسه بدينا ابنة يعقوب، وأحب الفتاة، ولاطف الفتاة، فكلم شكيم حمور أباه قائلا خذ لى هذه الصبية زوجة.

وسمع نبى الله يعقوب أنه نجس دينا ابنته، فسكت حتى جاءوا أي أبناؤه، ثم بعد أن عرض عليهم حمور مصاهرتهم، فأجاب بنو يعقوب شكيم وحمور أباه بمكر، فقالوا لهما لا نستطيع أن نفعل هذا الأمر، وأن نعطى أختنا لرجل أغلف، إن صرتم مثلنا بختنكم كل ذكر نعطيكم بناتنا ونأخذ لنا بناتكم، واختتن كل ذكر، فحدث في اليوم الثالث إذ كانوا متوجعين أن ابني يعقوب، وهم شمعون ولادي أخوي دينا، أخذا كل واحد سيفه وأتيا على المدينة بأمن وقتلا كل ذكر وقتلا حمور وشكيم بحد السيف، ونهبوا المدينة، وسبوا ونهبوا كل ثروتهم وكل أطفالهم ونساءهم، وكل ما في البيوت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى