مقال

سميحة المناسترلى تكتب.. هل أنت على قيد الحياة أم سرقت منك !!؟

جريدة الاضواء

سميحة المناسترلى تكتب.. هل أنت على قيد الحياة أم سرقت منك !!؟

سؤال يجب أن نواجه به أنفسنا بكل بساطة ووضوح، وشفافية في بداية يومنا، هل أنا على قيد الحياة ؟!، ماذا يثبت وجودي كمخلوق حي وانسان يمارس ما خلق عليه من فطرة ربانية يتنفس الهواء، يأكل ويشرب، يتحرك وينعم بصحته وبكل ما خلق عليه ( بالطبع بلا فضل منه) .

السؤال التالي: هل أنا مجرد رقم في تعداد سكاني في دولة ما ؟، أم أنا مواطن وانسان “فاعل” داخل مجتمعي ( أي كان جنسيته) ؟، هل أنا مقدر لقيمة العمر وأهمية وجود “عقارب الساعة” في حياتي ؟، هل أنا على معرفة بأهمية تطويع كل هذه الإمكانيات لخير نفسي ومن حولي، ودولتي كإنسان خلق مالكا لأدوات تمكنه من المساهمة في الإعمار المجتمعي، ونشر الخير به وتتطويره وبناءه، وتأمينه وحمايته، بل ملزم بتنفيذ تلك المهام أولا كإنسان خلق داخل مجتمع يفرض عليه المشاركة والتفاعل والتكافل، ثانيا هذا ما طالبت به جميع الأديان السماوية والشرائع والقوانين والأعراف، فهكذا تكون الدول والمجتمعات .

لقد شاع مع ظهور التقنيات الحديثة والإنترنت ومستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي، خطأ انتشر كالنار في الهشيم مع غياب الوعي الحقيقي للمعنى الصحيح، والغرض الأساسي من هذه التقنية الهامة وكما يعلم الجميع هو سلاح ذو حدين، واستعمال الحد الخاطىء لها أدي إلى سقوط دول قوية وانهيارها .

نعلم هذا من خلال خلق اشاعات، وترويجها سواء عن جهل أو بتعمد لبث الفتن داخل الشعوب والحكام والرؤساء بغرض إضعافها وسقوطها، أيضا نعلم ما يحدث من نشر معلومات ثقافية وتاريخية خاطئة في محاولات لإضعاف القوى الناعمة، والتلاعب بالشعور الانتمائي للهوية الراسخة داخل المواطن، في محاولات لمحو تاريخ أمم عظيمة ذات حضارات مختلفة عميقة .

فأنا كإنسان ماذا أفعل وما هو واجبي نحو نفسي ومجتمعى؟، ما هو دوري الحقيقي المفترض أن أقوم به لأشعر أن لحياتي قيمة مضافة بهذا العمر الذي منحنى الله إياه !!؟، هل أحياه بالصورة السلبية أم أحاول أن أكون شخص “فاعل” لا يتحكم في تفكيري واتجاهي وانتمائي الآخر، حتى لا أصبح بالنسبة له “مفعول به أو مجرد لعبة صغير سهلة التحكم بها وتوجيهها حيثما وكيفا أراد” !!؟ .

للحياة معنى كبير وقيم، علينا أن نستوعب قيمتها لصالحنا ولصالح مجتمعنا ودولنا، عندما نبدأ “بالفعل” الصحيح بعدم إهدار الوقت، إعطاء الأولوية لواقع التعامل مع الأسرة والأصدقاء وزملاء العمل، نشر “وتفعيل” التراحم والتكافل على أرض الواقع، استخدام الإنترنت ( بنضوج) يتضمن المواقع الإخبارية المعروفة، التأكد من الخبر قبل ترويجه، استخدام المواقع البحثية الموثقة، استخدام مواقع التواصل بصورة إيجابية دون أن تستهلك وقتك واهتمامك كإدمان خطر، يبعدك عن واقع الحياة والتعامل الطبيعي الدافئ والمشاعر الأسرية العظيمة، التى تعطيك الإحساس بالعزوة والطمأنينة، وتعزز عطاؤك كإنسان “فاعل ومتفاعل بإيجابية” مع من حولك .

عندها فقط ستشعر بالرضا عن نفسك، وتسترجع احساسك بالحياة الحقيقية المفعمة بالمشاعر الخلاقة المشاركة مع كل من حولك سواء أسرتك أو داخل مجتمعك ودولتك، عشها بكل ما فيها من واقع كما يكون، تفاعل معها ولا تهرب منها داخل شاشة، إحذر فالشاشة خلقت لتخدم متطلباتك وليس لإستعبادك وقتل انسانيتك، تفاعل مع من حولك، استمتع بقيمة حياتك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى