دين ودنيامقال

شراء الآخرة في الحياة الدنيا

الأضواء

كتبت/مرفت عبد القادر احمد

لابد أن يتذكر كل ظالم متجبر أن

 هذه الدنيا لا خلود فيها،

ومن أراد أن يقف على سرعة

 انقضائها،

فليتأمل هذا المثال الذي يضربه

 الله لنا لنفهم ونتفكر أكثر حيث

 يقول تعالى/

 (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ

 أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ

 نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ

 وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ

 زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ

 قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ

 نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ

 تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ

 لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).

ولكن هكذا هي الدنيا تعظم في

 عين الصغير وتصغر في عين

 العظيم.

هل تتوقع مَن هذا الشيخ الذي

 يجر هذه العربة البسيطة؟

هو رجل كان يستطيع أن يعيش

 في أفخم البيوتات ويركب أفخم

 السيارات لكنه آثر الآخرة على

 الأولى.

هذا الشيخ هو الشيخ البشير بدالي

 وهو إمام مسجد “عبد الله ولد

 براهيم” بـ موريتانيا الحبيبة…

يحُفظ الصبية القرآن ويُدرس

المتون الفقهية بالمجان،

فضلًا على علمه في البلاغة واللغة

 والشعر الحساني

وبعد إنتهاءه من التدريس

يصطحب معه عربته وحماره لبيع

 الماء سعيًا لكسب حلال خالي من شوائب الحرام.

حاول طلبته مساعدته بالمال

خاصة أنه تخرج على يده الكثير

 لكنه كان يرفض.

قال بعض تلامذته،

وجيرانه بأنه من الأتقياء الزاهدين

 في الدنيا وقد فضل المسير إلى

 الله في طريق مبسوطة يتقرب

 إليه بفعل الطاعات وإجتناب

 النّواهي.

هذا النّوع من الأشخاص هو الذي

 يستحق التقدير والاحترام، فقد

 آثر الآخرة على الدنيا،

وفضّل رضا الله على رضا خلقه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى