محافظات

من الفيوم للجيزة.. رحلة «الحمام» من بيت «نوال» إلى «سوق التلات»

جريدة الاضواء

من الفيوم للجيزة..
رحلة «الحمام» من بيت «نوال» إلى «سوق التلات»
متابعة/ محمد سعد
نوال تبيع الحمام في الجيزة
تحمل قفص الحمام على رأسها وتمضى به من الفيوم إلى الجيزة، لتبيعه فى «سوق الثلاثاء»
منذ أعوام عديدة،
وترفع نوال أحمد يديها إلى السماء تناجى ربها لعلاج ابنها،
الذى تعرض لحادث دهس
ويحتاج لجراحة ليعود إلى حياته الطبيعية من جديد.
تعمل نوال أحمد
، 58 عاماً،
بائعة حمام منذ 30 عاماً،
لتساعد زوجها عامل اليومية على تحمل نفقات الأسرة، إذ تستيقظ فى الصباح الباكر
وتحمل أقفاص الحمام على رأسها تستقل بها المواصلات من الفيوم إلى الجيزة،
«بوصل السوق بعد الفجر وبروح الساعة 10 بالليل عشان أجيب رزق لعيالى».
تبيع «طيور حية» منذ 30 عاما لمساعدة زوجها في نفقات المعيشة
أصبحت
«نوال» من علامات السوق فى بيع الحمام، يأتى لها الزبائن من أماكن بعيدة للشراء منها بسبب جودته،
إذ تشتريه من الفلاحين لأنه يتربى على العلف الطبيعى دون أى أدوية لزيادة حجمه ما يجعل طعمه مميزاً، ويبلغ ثمن الزوج 70 جنيهاً:
«بجيب الحمام من الفلاحين عشان كده طعمه مختلف
والناس بتجيلى من مناطق بعيدة عشان يشتروا منى».
تنتظر «نوال»
يوم إجازتها لتقضيه وسط أبنائها، وذات يوم بينما هى تحضر الفطار لهم،
ذهبت ابنتها مع شقيقها الأصغر الذى لم يكمل سوى 3 أعوام لجلب الخبز وفى لحظة سهو،
تعرض الطفل لحادث سير فى أثناء عبوره الشارع وسرعان ما تم نقله إلى المستشفى
وتم بتر أحد أعضاء جسمه،
ولم يتحمل والده ما جرى له
وفارق الحياة حزناً عليه تاركاً أبناءه السبعة:
«زوجى اتوفى وسابلى العيال أمانة فى رقبتى،
وابنى عايش بس كأنه ميت محتاج مصاريف كتير وأنا مش معايا».
«نوال»
لم تستسلم بعد وفاة زوجها
لم تستسلم «نوال» بعد وفاة زوجها وقررت استكمال رحلتها لتصل بأبنائها إلى بر الأمان،
فما زالت تنفق على ابنها المريض وتحاول شراء الأدوية له من وقت لآخر بسبب ارتفاع ثمنها
، ويبلغ من العمر 13 عاماً،
وتساعده على تلقى التعليم بصورة جيدة
ويدرس حالياً فى الصف الأول الثانوى التجارى:
«معايا أربع بنات وتلات صبيان جوزت 3 بنات وولدين».
أصبح السوق هو مصدر أمان ورزق للمرأة الخمسينية،
التى تناجى ربها ليلاً ونهاراً لإجراء عملية حتى يعود ابنها لحياته الطبيعية،
لكن التكاليف المرتفعة تفوق طاقتها: «مش عايزة حاجة من الدنيا غير إن حد يساعدنى أعمل عملية لابنى».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى