مقال

الدكروري يكتب عن ملاح الصحابي الأنصاري ابن زرارة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ملاح الصحابي الأنصاري ابن زرارة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر التاريخية أنه كان من أهم ملامح الصحابى الجليل أسعد بن زرارة الأنصاري، هو سرعة استجابته للحق، ويتضح ذلك عندما عرض الرسول صلى الله عليه وسلم، على النفر الذين جاءوا إلى عتبة، فلقيهم النبي صلى الله عليه وسلم وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن الكريم فأسلموا، وقيل إن أول من قدم بالإسلام إلى المدينة كان أسعد بن زرارة، وكان أيضا من أهم ملامحة الشخصية هو إيجابيته في الدعوة، فقد كان يسعى مع مصعب بن عمير بالمدينة ويتضح ذلك في قصة إسلام أسيد بن حضير وسعد بن معاذ، وكان أيضا من أهم ملامحة رضى الله عنه، هو عمق فهمه مع حداثة سنه وتقديره للبيعة، ويظهر ذلك من موقفه في بيعة العقبة الثانية، فيقول جابر بن عبد الله.

فقمنا نبايعه أي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين، فقال رويدا يا أهل يثرب إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله, إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على السيوف إذا مستكم وعلى قتل خياركم وعلى مفارقة العرب كافة, فخذوه وأجركم على الله, وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر عند الله, قالوا يا أسعد بن زرارة أمط عنا يدك, فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها, فقمنا إليه رجلاً رجلاً يأخذ علينا بشرطة العباس ويعطينا على ذلك الجنة، فكان هذا هو أسعد بن زرارة الأنصاري الخزرجي النجارى، الذى شهد العقبتين وكان نقيبا على قبيلته.

ولم يكن في النقباء أصغر سنا منه، وقيل إنه أول من بايع ليلة العقبة، وقال محمد بن إسحاق وتوفي في تلك الأشهر أي بعد الهجرة مباشرة، أبو أمامة أسعد بن زرارة والمسجد يبنى أي مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أخذته الزبحة أو الشهقة، رحمه الله ورضي عنه، وقال البغوي أنه أول من مات من الصحابة بعد الهجرة، وأنه أول ميت صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وروى الواقدي من طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال أول من دفن بالبقيع أسعد بن زرارة، وهذا قول الأنصار، وأما المهاجرون فقالوا، أول من دفن به عثمان بن مظعون، وهكذا فكان عندما ذهب النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وبدأت الحياة تعتدل بعض الشيء، لكن الأحزان كانت هناك أيضا.

فقد مات أبى أمامة أسعد بن زرارة، وعن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الميت أبو أمامة، ليهود ومنافقى العرب، يقولون لو كان نبيا لم يمت صاحبه، ولا أملك لنفسى ولا لصاحبى من الله شيئا” وكان من فضل بنى النجار الذى يعتدون به على قومهم أن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو نقيبهم، وقيل لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ونزل بقباء نزل فى منزل هذا فى الليل، وكان يتحدث بالنهار مع أصحابه فى منزل سعد بن الربيع رضى الله عنهما إلى أن ارتحل إلى دار بنى النجار، ومات أبو أمامة أسعد بن زرارة، قبل غزوة بدر، وقد أخذته الذبحة، والمسجد يبني، فكواه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومات في تلك الأيام، وذلك في السنة الأولى من الهجرة، وكانت بدر سنة اثنتين من الهجرة في شهر رمضان‏، وقيل مات أسعد بن زرارة في شهر شوال على رأس ستة أشهر من الهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى