القصة والأدب
أخر الأخبار

نداء قتيله…قصه قصيرة

بقلم :اشرف محمد جمعه

اشرقت اشعه الشمس ونسمات الصباح الباكر ، على احدى قرى شمال الدلتا تلك القرية الفقيرة ، وفي بدايات الشتاء البارد والممطر والذي معه تصبح اراضي القرية موحله .

تستيقظ اسره ابو السعود واطفاله الخمسة ثلاثة بنات وولدان منهم الابنة الصغرى سعديه، التي لم يصبها حظ من التعليم ولكنها كانت تساعد امها وتلازمها كالظل، وتعلمت منها فالام كانت تعمل في تغسيل وتكفين الموتى من النساء.

لكن بشكل تطوعي ابتغاء الاجر والثواب من الله، ولكن الطفلة ما ان اشتد عودها، حتى عرض جارهم الحاج اسماعيل والذي يعمل في الوحدة الصحية التابعة للقرية، ان تعمل سعديه في الحكومة في تغسيل الموتى من النساء حتى يكون لها دخل دائم .

ووافق الاب والابنة وبالفعل بعد انتهاء الاجراءات تسلمت عملها ، وكانت معها زميلتها سناء والتي هي تقريبا في مثل سنها ، والمكان الذي يعملان به عباره عن دور تحت الارضي وصاله واسعه في منتصفها منضدتان، لوضع الجثث عليها.

وقد اعتادت ان تشغل القران الكريم اثناء التغسيل، الا انها بعد انتهاء فتره عملها، وعند عودتها للبيت شاهدت حركه غريبه في شوارع القرية، وبالسؤال علمت بان نور ابنه عمده القرية المحبوب من الجميع.

ان الفتاه انزلقت قدمها في ترعه القرية واخذوا يبحثون عنها بقيه النهار وجزء كبير من الليل ، حتى عثروا عليها بعد منتصف الليل تقريبا ، وابلغوا الشرطة واستخرجوها، وعندها تم استدعائها لتغسيلها وذهبت بالفعل قبيل الفجر.

وجدت الجثة في انتظارها للتغسيل بعد اخذ التصريح بالدفن، وبالفعل بدات في التغسيل ولكنها لاحظت شيئا غريبا، وهو ان صوت القرآن توقف فجاه، ونظرت الى الفتاه وجدتها مفتوحه العينين وعلى ملامحها فزع ورعب شديد.

فأعطتها ظهرها لتنادي على زميلتها ولكن صوتها تحشرج ولم يخرج منها وما تكاد الا وتشعر بيد تمسك بيدها من الخلف فنظرت ووجدت يدها في يد الجثة، فخرجت مسرعة لتحكي لزميلتها ما حدث والتي هدات من روعها وطلبت منها ان تتماسك.

وان تقوم معها بالإسراع بالانتهاء من التغسيل وتسليمها لأهلها، وقد كان وظلت سعديه تفكر في هذه الفتاه بقيه اليوم حتى انتهاء العمل ، وعادت الى البيت ولكن الحزن كان يخيم على القرية بأكملها.

وعند النوم شاهدت سعديه الفتاه في احلامها وهي تكلمها وتمسك بها وتقول لها عايزه حقي عايزه حقي، وقامت سعديه من نومها مفزوعة، ولم تفهم شيئا ما المقصود من هذه الجملة.

وعند بدايه العمل في اليوم التالي ذهبت الى مديرها المباشر وقصت عليه ما شاهدته ، ولكنه اخبرها انها تأثرت بالفتاة لأنها كانت تعرفها ، وان ابوها له سيره طيبه ومحبوب، ولكن هذا الكلام لم يقنع سعديه وظل الحلم يراودها ويتكرر معها على مدار عده ايام وبنفس التفاصيل .

الا ان الجميع بدا يتحدث عن ان هناك فتاتان من صديقاتها لم يظهرا منذ وقت الحادث، ولم يخرجا من بيتهما فذهبت سعديه الى مديرها مره اخرى وقصت عليه ان الحلم يتكرر معها يوميا، واضافت ما بدا يساورها من الشك بخصوص الفتاتين اللتان لم تظهرا منذ الحادثة.

واخذ المدير الحوار وقصه على ضابط المباحث الذي اظهر عدم الاهتمام بهذا الكلام، في الوقت نفسه بدا في جمع التحريات مره اخرى حول تلك الفتيات وبدقه، واظهرت التحريات انه وقت غرق نور كان معها كل من مريم وساميه صديقاتها وزميلات الدراسة.

وارسل في استدعائهما للسؤال وهنا بدا الخوف والرعب ينتاب الفتاتين واهلهما اللذين لا يعرفان شيئا، ومع الضغط والمحاورة مع كل منهما على انفراد اعترفت مريم بالفعل انها كانت موجوده وقت غرق نور.

وانه حدثت مشادة عنيفة بين نور وساميه وان ساميه كانت دائمه الشجار والغيرة من نور ، وتشابكا حتى وقعت نور على طرف الترعة وسقطت ساميه فوقها واطبقت بيديها على رقبتها وجعلت راسها في الماء حتى اختنقت .

وقامت ساميه بدفعها بقدمها في الماء حتى غاصت الجثة في الماء، وسأل ضابط المباحث مريم وليه ما حاولتيش تمنعي الشجار قالت حاولت لكنهم رجعوني وساميه شتمتني، قالت ضابط المباحث وليه ما بلغتيش من الاول قالت خفت انا ما ليش دعوه انا ما عملتش حاجه .

وبمواجهه ساميه بأقوال مريم انهارت تماما واعترفت بالتفصيل وتم احاله ساميه الى محاكمه عاجله ، ومنذ هذه اللحظات لم تعد تظهر نور في الاحلام لسعديه مره اخرى.

الخلاصة:-
– عند حدوث شجار بين اي طرفين علينا ان نحاول منع الشجار من قبل ان يتخذ ابعادا كبيره.

– اذا حدث لا قدر الله جريمة لابد من ابلاغ الجهات المختصة بكل التفاصيل التي يراها المتواجد في المكان.
– تمت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى