مقال

الدكروري يكتب عن مشاركة معاذ فى الفتح الإسلامي

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مشاركة معاذ فى الفتح الإسلامي
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت المصادر التاريخية والإسلامية وكما جاء في السنة النبوية الشريفة، أنه بعد وفاة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، شارك معاذ فى الفتح الإسلامى للشام، وتوفى فى الأردن في طاعون عمواس، وهو طاعون وقع في ولاية بلاد الشام الإسلامية التابعة للخلافة الراشدة في أيام خلافة عمر بن الخطاب فى السنة الثامنة عشر من الهجرة، بعد فتح بيت المقدس، وسُميت هذه السنة بعام الرمادة لما حدث بها من المجاعة فى المدينة المنورة أيضا ويعتبر هذا الطاعون أحد امتدادات طاعون جستنيان، وهو أول وباء يظهر في أراضى الدولة الإسلامية، وبدأ الطاعون في عمواس، وهى قرية قرب بيت المقدس، فسمى طاعون عمواس، ثم انتشر في بلاد الشام وكان عمر بن الخطاب يهم بدخول الشام وقتها.

فنصحه عبد الرحمن بن عوف بالحديث النبوى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم” إذا سمعتم بهذا الوباء ببلد، فلا تقدموا عليه، وإذا وقع وأنتم فيه فلا تخرجوا فرارا منه” فعاد عمر وصحبه إلى المدينة المنورة، وحاول عمر بن الخطاب إخراج أبي عبيدة بن الجراح من الشام حتى لا يُصاب بالطاعون فطلبه إليه، لكن أبا عُبيدة أدرك مراده واعتذر عن الحضور حتى يبقى مع جنده، فبكى عمر، ويبدو أن الطاعون انتشر بصورة مريعة، عقب المعارك التى حدثت في بلاد الشام، فرغم أن المسلمين كانوا يدفنون قتلاهم، فإن عشرات آلاف القتلى من البيزنطيين بقيت جثثهم في ميادين القتال من غير أن تدفن، حيث لم تجد جيوشهم المنهزمة دائما الوقت الكافى لدفن القتلى واستمر هذا الطاعون شهرا.

مما أدى إلى وفاة خمسة وعشرين ألفا من المسلمين وقيل ثلاثين ألفا، بينهم جماعة من كبار الصحابة أبرزهم أبو عبيدة بن الجراح، وقد دُفن في “عمتا” وهي قرية بغور بيسان، ومعاذ بن جبل ومعه ابنه عبد الرحمن، ويزيد بن أبى سفيان، وشرحبيل بن حسنة، والفضل بن العباس بن عبد المطلب، وأبو جندل بن سهيل، وقيل أن الطاعون أصاب البصرة أيضا فمات به بشر كثير، وبعد انحسار طاعون عمواس، خرج عمر بن الخطاب، من المدينة المنورة متجها نحو بلاد الشام عن طريق أيلة، فلمّا وصلها قسّم الأرزاق وسمّى الشواتى والصوائف وسد فروج الشام وثغورها، واستعمل عبد الله بن قيس الحارثى على السواحل ومعاوية بن أبي سفيان على جند دمشق وخراجها ثم قسم مواريث الذين ماتوا.

بعد أن حار أمراء الجند فيما لديهم من المواريث بسبب كثرة الموتى، وطابت قلوب المسلمين بقدومه بعد أن كان العدو قد طمع فيهم أثناء الطاعون، ويرتبط طاعون عمواس في كتب التراث الإسلامي مع الحديث النبوي التى يذكر فيه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ست علامات من علامات الساعة الصغرى، أولها موت النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ثم فتح بيت المقدس ثم ” موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ” وهو ما تم تفسيرة بعد ذلك بطاعون عمواس، وهكذا كان طاعون عمواس نسبة إلى بلدة عمواس في جند فلسطين بين الرملة وبيت المقدس، وقال الزمخشرى “هى كورة من فلسطين بالقرب من بيت المقدس” وقال المهلبى ” كورة عمواس هي ضيعة جليلة على ستة أميال من الرملة على طريق بيت المقدس، ومنها كان ابتداء الطاعون في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم فشا فى أرض الشام فمات فيه خلق كثير لا يحصى من الصحابة رضي الله عنه، ومن غيرهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى