مقال

الدكروري يكتب عن خبات في اللحظات الأخيرة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن خبات في اللحظات الأخيرة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر الإسلامية عن خباب بن الأرت انه كان خباب رضى الله عنه، يتحدث االى عوّاده الذين ذهبوا يعودونه وهو في مرض موته، قالوا له أبشر يا أبا عبد الله، فانك ملاق اخواتك غدا، فأجابهم وهو يبكي أما انه ليس بي جزع، ولكنكم ذكرتموني أقواما، واخوانا، مضوا بأجورهم كلها ام ينالوا من الدنيا شيئا، وانا بقينا بعدهم حتى نلنا من الدنيا ما لم نجد له موضعا الا التراب ” وأشار الى داره المتواضعة التي بناها، ثم أشار مرة أخرى الى المكان الذي فيه أمواله وقال “والله ما شددت عليها من خيط، ولا منعتها من سائل” ثم التفت الى كنفه الذي كان قد أعدّ له، وكان يراه ترفا واسرافا وقال ودموعه تسيل ” أنظروا هذا كفني، لكن حمزة بن عبد المطلب،

عم الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يوجد له كفن يوم استشهد الا بردة ملحاء، اذا جعلت على رأسه قلصت عن قدميه، واذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه “ومات خبّاب في السنة السابعة والثلاثين للهجرة، مات أستاذ صناعة السيوف في الجاهلية، وأستاذ صناعة التضحية والفداء في الاسلام، وتوفى خباب بن الأرت رضى الله عنه، بالكوفة، وكان أول من دُفن بظهر الكوفة، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، وصلى عليه علي بن أبي طالب رضى الله عنه، حين منصرفه من صفين، ثم وقف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضى الله عنه، على قبره قائلا “رحم الله خبابا، فلقد أسلم راغبا، وهاجر طائعا، وعاش مجاهدا، وهكذا مات الرجل الذي كان أحد الجماعة الذين نزل القرآن يدافع عنهم، ويحييهم.

ولنعلم جميعا أنه مَثل المجاهد في سبيل الله، والله أعلم بمن يجاهد في سبيله، كمثل الصائم القائم، وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة، أو يرجعه سالما مع أجر أو غنيمة، وإن في الجنة مائة درجة أعدّها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، ومثَل المجاهد في سبيل الله كمثَل الصائم القائم القانت بآيات الله، لا يفتر من صيام ولا صلاة، حتى يرجع المجاهد في سبيل الله تعالى، وهذا هو حديث النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فى صحيح البخارى عن أبى هريره رضى الله عنه، وإن لذة الشهادة في سبيل الله لا يحصرها قلم، ولا يصفها لسان، ولا يحيط بها بيان، وهي الصفقة الرابحة بين العبد وربه.

ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم يتمنون الشهادة في سبيله، لما لها من هذه المكانة العظيمة، فهذا هو الصحابى حنظلة تزوج حديثا وقد جامع امرأته في الوقت الذي دعا فيه الداعي للجهاد، فيخرج وهو على جنابة ليسقط شهيدا في سبيل الله، ليراه النبي صلى الله عليه وسلم، بيد الملائكة تغسله ليسمى بغسيل الملائكة، ولقد سمي الشهيد شهيدا لأن ملائكة الرحمة تشهده، أو لأن الله تعالى وملائكته شهود له بالجنة، أو لأنه ممن يستشهد يوم القيامة على الأمم الخالية، أو لسقوطه على الشاهدة، أي الأرض، أو لأنه حي عند ربه حاضر، أو لأنه يشهد ما أعد الله له تعالى من النعيم، وقيل غير ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى