مقال

الدكروري يكتب عن بلال بين أخشبي مكة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن بلال بين أخشبي مكة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

عندما ظهر الإسلام في مكة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحمية عمه أبو طالب، وأما أبو بكر الصديق فكان في حماية قومه، وقد أخذوا الآخرون، فألبسوهم أدراع الحديد، ثم صهروهم في الشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ، فأعطوهم ما سألوا، فجاء كل رجل منهم قومه بأنطاع الأدم فيها الماء، فألقوهم فيه وحملوا بجوانبه إلا بلالا، فلما كان العشى، جاء أبو جهل، فجعل يشتم سمية ويرفث، ثم طعنها، فقتلها فهى أول شهيد استشهد في الإسلام، إلا بلال، فإنه هانت عليه نفسه فى الله حتى ملوه، فجعلوا في عنقه حبلا، ثم أمروا صبيانهم أن يشتدوا به بين أخشبى مكة، فجعل بلال يقول” أحد، أحد” وروى عامر الشعبي أن موالي بلال من بنى جمح كانوا يضجعونه على بطنه ويعصرونه.

ويقولون له قل دينك اللات والعزى، وكان الذى يعذبه أمية بن خلف، فيخرج به إذا حميت الظهيرة، فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة على صدره، ثم يقول لا يزال على ذلك حتى يموت أو يكفر بمحمد، ثم يأمر بالصخرة العظيمة على صدره، ثم يقول لا يزال على ذلك حتى يموت أو يكفر بمحمد، فيأبى بلال ويقول “ربي الله، أحد أحد، ولو أعلم كلمة أحفظ لكم منها لقلتها” فمر أبو بكر الصديق بهم، فاشتراه منهم لما أيسوا أن يردّوه عن دين الإسلام، فاشتراه منهم بأربعين أوقية من فضة، وقيل بسبع أواق من فضة، وقيل بخمس، وقيل بتسع أواق، ثم أعتقه، وقيل اشتراه من مولاه أمية بن خلف بعبد أسود مشرك، وقد هاجر بلال إلى يثرب، ونزل على سعد بن خيثمة.

وآخى النبى صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبيدة بن الحارث بن المطلب، وقيل بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح، وقد شهد بلال مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة بدر، وقتل يومها أمية بن خلف مولاه السابق الذى كان يعذبه، كما شارك معه فى باقى غزواته كلها، وقد اتخذه النبى صلى الله عليه وسلم مؤذنا لما شُرع الأذان، فكان بلال أول من أذن، وهو أحد ثلاثة مؤذنين للنبي صلى الله عليه وسلم مع أبي محذورة الجمحى وعمرو بن أم مكتوم، فكان إذا غاب بلال أذن أبو محذورة، وإذا غاب أبو محذورة أذن عمرو بن أم مكتوم، ويوم فتح مكة، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلال رضى الله عنه بأن يعتلى الكعبة، ويؤذن فوقها، ففعل، ولقد بدأت دعوة النبى صلى الله عليه وسلم إلى دين الحق فأراد الله ببلال خيرا.

فكان أول السابقين من العبيد لهذا الدين الجديد وحينها بدأت معركة غير متكافئة بين الحق والباطل، بدأ امتحان صعب بين السيد الذى يفعل ما يقول وينفذ ما به يهدد ولا تخاصم من إذا قال فعل، والطرف الثاني العبد المملوك بلال فبدأت مرحلة الاستضعاف لا على شيء إلا أن يقول ربني الله فلم يطق ذلك سيده فصار أمية بن خلف إذا حميت الشمس وقت الظهيرة يلقيه في الرمضاء على وجهه وظهره ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتلقى على صدره ويقول لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى أما بلال فهو يقول كلمته التي إذا سمعت ذهب الذهن إلى اسمه كان يقول رضي الله عنه ” أحد أحد “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى