مقال

الدكروري يكتب عن والي الكوفة وعربية القرآن

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن والي الكوفة وعربية القرآن
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر الإسلامية عن الصحابي سعيد بن العاص الكثير من فضائلتة ومناقبة، فقال سعيد بن عبد العزيز الدمشقى، إن عربية القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص، لأنه كان أشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن الواقدي قال أن سعيدا أصيب بمأمومة يوم الدار، فكان إذا سمع الرعد، غشي عليه، وقال هشيم أنه قدم الزبير الكوفة، وعليها سعيد بن العاص، فبعث إلى الزبير بسبعمائة ألف، فقبلها، وقال صالح بن كيسان، أنه كان سعيد بن العاص يخف بعض الخفة من المأمومة التي أصابته، وهو على ذلك من أوفر الرجال وأحلمهم، وكان مروان يسب الإمام علي رضي الله عنه في الجمع، فعزل بسعيد بن العاص، فكان لا يسبه، ولقد كان سعيد بن العاص كريم وجواد.

حتى أنه قيل إذا قصده سائل وليس عنده شيء قال اكتب علي سجلا بمسألتك إلى الميسرة، وقيل أنه مات وعليه ثمانون ألف دينار، وعن سعيد بن العاص قال، إن القلوب تتغير فلا ينبغي للمرء أن يكون مادحا اليوم ذاما غدا، وقيل أنه مات مع أبي هريرة سنة سبة أو ثمانية وخمسين من الهجرة، وقيل إن عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق سار بعد موت أبيه إلى معاوية، فباعه منزله وبستانه الذي بالعرصة بثلاثمائة ألف درهم، ويقال بألف ألف درهم، وقد كان سعيد بن العاص أحد من ندبه عثمان بن عفان لكتابة المصحف وذلك لفصاحته، وشبه لهجته بلهجة الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان سعيد صحابي موغل في المجد عريق المكانة وجده سعيد كان يقول له ذو التاج لأنه كان إذا اعتم لا يعتم أحد من قريش من لون عمامتة.

حتى ينزعها إعظاما له و إعلاء من شأنه وأبوه العاص بن سعيد كان سيد من سادات قريش وكبيرا من كبرائها خاض مع المشركين معركة بدر الكبرى وأخوه عتبه فقتل معا وكان مصرع العاص على يد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان سعيد يوم قتل أبوه وعمه في بدر في الثانية من عمره فكفله عثمان بن عفان رضي الله عنه بسبب ما كان بينهما من أواصر النسب، فنشأ سعيد بن العاص في كنف الجواد العباد السجاد ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وتربى على يد زوجته رقية وأم كلثوم بنتا النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فورث المجد كابر عن كابر ونهل الشمائل الكريمة وأخذ الإسلام من أعزز مناهله وأقوها وقرأ القرآن على عثمان بن عفان رضي الله عنه وتلاقاه من فم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

فكان أشبه الناس لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان في جملة الاثنى عشر رجل الذين كتبوا القرآن الكريم، في عهد الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه، وقد بدت عليه علامات السيادة منذ كان فتى يافع فقد روي ذات مرة أن سيدة قد ندرت أن تعطي بورد ثمين عندها لأكرم العرب فقيل لها أعطيه لهذا الغلام فسميت الثياب الفاخرة بعد ذلك بالسعيديه نسبته إليه فقد ولى سعيد بن العاص للمسلمين الولايات، وقاد لهم الجيوش وفتح لهم الفتوح حيث فتح الله عليه يديه طبرستان وجرجان وظل واليا من قبل عثمان بن عفان على المدينة المنورة مدينة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حتى استشهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى