مقال

الدكروري يكتب عن أمراء المدد في فتح مصر

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أمراء المدد في فتح مصر
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر الإسلامية عن الصحابي الجليل عبادة بن الصامت الخزرجي الانصاري الكثير والكثير فقيل أنه شهد الفتح الإسلامي لمصر حيث كان من أمراء المدد الذي بُعث لعمرو بن العاص، ولما ولي معاوية بن أبي سفيان الشام، ساءت العلاقة بين عبادة ومعاوية لأشياء أنكرها عليه عبادة، فقال لمعاوية ” لا أساكنك بأرض ” فرحل إلى المدينة المنورة، فقال له عمر بن الخطاب “ما أقدمك؟” فأخبره بفعل معاوية، فقال له ” ارحل إلى مكانك، فقبّح الله أرضا لست فيها وأمثالك، فلا إمرة له عليك” ثم حدث أن كان عبادة بن الصامت مع معاوية يوما، فقام خطيب يمدح معاوية، ويثني عليه، فقام عبادة بتراب في يده، فحشاه في فم الخطيب، فغضب معاوية بن أبى سفيان.

فقال له عبادة ” إنك لم تكن معنا حين بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالعقبة على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا ومكسلنا، وأثرة علينا، وألا ننازع الأمر أهله، وأن نقوم بالحق حيث كنا، لا نخاف في الله لومة لائم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا رأيتم المداحين، فاحثوا في أفواههم التراب” فكتب معاوية بن أبى سفيان إلى الخليفة عثمان بن عفان ” إن عبادة بن الصامت قد أفسد عليّ الشام وأهله، فإما أن تكفه إليك، وإما أن أخلي بينه وبين الشام” فكتب إليه عثمان أن يُرحّل عبادة حتى يُرجعه إلى داره بالمدينة المنورة، وقيل أنه مات بالرملة سنة أربعه وثلاثين من الهجرة، وكان عمره اثنين وسبعين سنة، وكان رجلا طويلا جسيما جميلا.

وكان لعبادة بن الصامت من الولد الوليد وأمه جميلة بنت أبي صعصعة وهى أخت الصحابي قيس بن أبي صعصعة، ومحمد وأمه أم حرام بنت ملحان، وداود وعبيد الله، ولم تذكر أمهاتهم، وقد روى الصحابى الجليل عبادة بن الصامت عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد روى عنه أبو أمامة الباهلي وأنس بن مالك وأبو مسلم الخولاني والكثير والكثير من رواة الحديث، وقد أورد له بقي بن مخلد في مسنده مائة وواحد وثمانون حديثا، وله منها ستة متفق عليها، وانفرد الإمام البخاري بحديثين، والإمام مسلم بحديثين، وكما روى له باقي الجماعة في كتبهم، وعبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم من بني سالم بن عوف من الخزرج، وقد ولد عبادة بن الصامت في المدينة قبل الهجرة بثمانى وثلاثين سنة.

فهو أصغر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، بخمسة عشر عاما، وكان أبوه الصامت بن قيس، وهو لم يدرك الإسلام، وقد توفى أبوه على دين قومه، وأما عن أمه فهى السيدة قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن مالك من الخزرج، وقد أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عبادة بن الصامت رضى الله عنه، من أوائل الذين أسلموا من الأنصار، وذلك في السنة العاشرة من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، أي قبل الهجرة بثلاث سنوات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى