محافظات

الأم البطلة ام المعاقين من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية

جريدة الاضواء

الأم البطلة ام المعاقين من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
صابرين رمضان-شمال سيناء
ماما صبحية أطلقت عليها الأم البطلة لما لمسته أثناء حوارى معه وسرد قصتها بدأنا الحوار بسؤال أم لطفلين توأم من ذوى الاعاقة ……فاكان اجابتها بحده وقوة لا ألقنهم بذوي الاعاقة او معاقين لأنهم ليسوا بمعاقين، بل اصحاب همم فقد صنعوا المعجزات التي لا يقدر عليها انسان طبيعي لأنهم يحاربون اعاقتهم ويتحدونها ليصبحوا هم الابطال وليس بأيديهم شي فهذا قضاء الله وقدره لهم .

ابدا قصتي بصلاة على النبي عليه افضل الصلاة و السلام و انا تزوجت ووجاهة مشكلة البحث عن الخلف لمدة سبع سنوات الى ان من الله على و رزقني باول طفل و جاء معافى و الحمد لله و قررت بعد خمس سنوات ان احمل لثاني مرة لطلب ابني الاول انه يريد اخ يلعب معه .

وكرمنى الله و لكن هذه المرة رزقني بتوأم لكي يعوضني الله عن سبع السنوات من التعب و الحرمان و اكتمل الحمل على خير و الحمد لله و ذهبت قبل الولادة بخمس ايام و الحمد لله طمنتني الدكتورة بان كل شي جيد و طلبت مني أن أحضر ثاني يوم لأخذ حقن الرئة وحدد موعد الولاده بعد ثلاثة ايام لان الاولاد أرجلهم في منطقة الخياطة و تخاف ان تفتح الخياطة .

ولكن قدر الله أن اتعب و ذهبت الى المستشفى و فحصتني و قالت يجب ان تولد الان بسبب الضغط على الاطفال و سوف تضعهم في الحضانة لمدة اربع ايام ليأخذوا حقن الرئة .

و كنت أذهب كل يوم و توفير لهم الحليب ليكونوا في أفضل حال و جاء رابع يوم لكي استلامهم من الحضانة …………..
و لكن كانت الكارثة و لقد تم فصل الاكسجين عنهم و بقوا في الحضانة لمدة سبعة عشر يوم و لقد تم تسليمهم اخيرا بسبب التكاليف الباهظة و انا زوجي لا يقدر على تحمل كل المصاريف.

بعد ثلاثة اشهر و أنا لا أعلم ما بهم و ما ينتظرني من أقدار بدا الولد عيناه تحول و كان هذا أول إنذار لي و ذهبت الى المستشفى و سألني الدكتور هل هو مولود كذلك بهذه المشكلة و لقد تم نقلي الى قسم المخ و الاعصاب و سألني الدكتور ان سبق و دخل الحضانة فقلت نعم هو و اخته فطلب مني اشعة رنين على المخ و قلت له ان البنت ليس بها حول فقال لا أريد الاشعة لهم الاثنين لانهم دخلوا الحضانة معا و لكي افحصهم جيدا و أعرف الأسباب للمشكلة .

و بعد وقت قليل تم ظهور نتائج الاشعة و قال الدكتور حسبي الله و نعم الوكيل وكان في حالة ذهول و انا في صدمة و ادعوا الله ان يساعدني لكن انها الحقيقة .

وعلمت أنه حدث خطأ طبي بسبب فصل الاكسجين عنهم و سبب في ضمور في خلايا مخ للإثنين و صدمت و شعرت انني عقلي كادا أن ينفجر من شدة الصدمة و طلبت منه انا يشرح لي ما هو الضمور؟ و ما هو عواقبه؟

و شرح لي أنا الأولاد ستكبر لكن العقل سوف يتأخر في أقسام من المخ لم تكتمل فيها الحواس و منها بصري او حركي او عقلي او سمعي و من شدة صدمة وانهارت واصابنى بكاء مستمر .
وحينها خاطبت نفسي سوف أفعل لهم كل شي لأنهم نور عيني و صبر السنين و لن أتخلى عنهم مهما حصل .

فقال لي الدكتور ذو القلب الرحيم جزاه الله خير و قال لي أني جئت مبكرا بخلاف أمهات كثيرة تعاني من نفس المشكل بعد أن يفوت الأوان ووصف لي علاج مكثف لكي نلحق ما نقدر عليه و الحمد لله بدانا رحلة العلاج.

واستعانت بالله على مشوار العلاج الطويل وكنت لا أمل لحظة ولا أتأخر على مواعيد العلاج وادعوا الله أن يعطيني و يعوضني فيهم بكل خير وعشت سنين عذاب و تنمر وكان من أكثر الناس هم الأقارب وكلامهم الصعب وقولهم ماذا فعلتم لكي يبتليكم الله بمثل هؤلاء الأطفال ؟!

و انهمرت الدموع من عينيها وهى تقول………………يا الله يلاه من وجع صعب لا يشعر به أحدا الا أنا وزوجي حتى كلمة الله معكم لا يذكرها، ولكني استغنت بالله وكنت لا أنظر خلفي بالعكس كلامهم كان يجعلني أقوى مما كنت عليه و يجعلني اتفاءل.

و توالت النصائح كانوا يقولوا لي ربنا مره أخرى و أتركيهم و شأنهم و سألتهم باستهزاء و ماذا أفعل في أطفالي أصحاب الهمم !؟ أذهب بهم الى ملجا ام اتركهم عند باب المسجد ، هم أحق بكل لحظة رعاية واهتمام، حتى بعد أن اكتشفت بعد ثمانية أشهر من العلاج أن قطع الأوكسجين سبب في فقد نظر ابنتي .
و أصبحت كفيفة يا وجع قلبي يا ابنتي فكنت أتمنى أن يكون في التوأم بنت و هي حبيبة أمها و سرها و فرحتها يا المي فيها لا تمشي و لا ترى و لا تأكل و لا تشرب غير الحليب .

وأوضح لي الدكتور بجانب العلاج لا بد من العلاج الطبيعي و ذهبت بهم الى مركز لذوي الإعاقة و وذهبت لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية و أنا أبكي لكنهم بقلوبهم الرحيمة و احتواء ووقفوا بجانبي.

والحمد لله بعد مضي عامان من العلاج أصبح الولد يمشي و يتكلم و عندما ذهبت الى دكتور المخ و الأعصاب بعد سفري الى مصر لم يصدق أن جميع التحاليل و الإشاعات تقول أن الضمور أكثر عند الولد و لكن قدرة الله سبحانه و تعالى كانت أقوى من الإشاعات و التحاليل واستمرار تلقى العلاج الطبيعي و الوظيفي والاهتمام والرعاية الفائقه بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وتدريبى من خلال جلسات الإرشاد الأسري ،ولكنه يعانى من ضعف في عينيه بسبب نقص الأوكسجين.

ولن أستطيع وصف شعورى ومدى بهجتى وسرورى بعد ما تحركوا بجانبي و كنت أخرج بهم و لم اتركهم في المنازل ولن أخجل من أصابتهم خوفا من نظرات الناس و تنمرهم و كلامهم الجارح، و كنت فخورة بهم و واثقه أمتهم قادرون باختلاف ولعله شعورى بهم انعكس بالايجاب عليهم وعلى علاجهم ودمجهم في المجتمع .

و الحمد لله رب مع كل خطوه سعاده لا توصف لا يمكنني و استبدلت عربة الأطفال التؤام بعربه فردية و أبني يمشي بجانبي في يد أخيه و بدأت في مساعدة البنت و لم أتوقف عن العلاج الطبيعي و عمليات في العيون و القدم .

و جاءت المعاناة الكبرى بعد تقبل ابنى الكبير لاخواته و أسئلته و خوفه من أخوته و كنت دائما أجلس معه و أشرح له انهم هم قلبك و عينك و كان من الممكن أن تصبح مكانهم لكن قدرة الله اختارتهم هما و ليس أنت و يجب أن تبقى سند وعون لهم و بالذات أختك و ستبقى عيناها و قلبها و الحمد لله استجاب الله دعائى وتغير أبنى مع إخوانه.

أما زوجي فى شريكى فى كل لحظة بالإضافة لشغله ليلا و نهارا لتوفير دخل يناسب متطلبات الحياة بالإضافة للعلاج والاشاعات والتحاليل ومتابعات الدكتورة .

ونأتي للبنت وقد تمت الثلاث سنوات ولا تنطق كلمة واحدة ذهبت لدكتور التخاطب وعلم أنها كفيفه و رفض قبولها لأنها يجب أن ترى مجسمات الحروف ، ولا تأكل ولا تمشي ولا تتكلم والعمر الذهني أقل من عمره الزمني وخرجت وقلبى يتألم وأنا أكاد أن لا أرى أمامي وتذكرت ربي الذي يقف دائما بجانبي ولا يتركني.

وبعد مرور أيام قررت أن التحق بالجامعة لعمل دبلوم التخاطب من أجل ابنتى وطلبت العون من رب العباد وكنت أدرس واتعلم كيفية التواصل مع ذوي الاعاقة واطبق على ابنتى فكنت لها معلمة تخاطب و في خلال ثلاثة أشهر الحمد لله بدأت نور عيني تلفظ بالكلمات و الأحرف و تكلمت و ذهبت بها الى الدكتور و لم يصدق و أنا أحملها و انها تتكلم اكثر من عشرين كلمة و تأكل و تشرب .

و الحمد لله يا كرمك يا رب العالمين الآن ابنتي تتكلم و تحفظ الأناشيد و تتضرب على حفظ القران و دخلت مدرسة الأمل بمدينة الشارقة لخدمات الإنسانية و تتعلم طريقة برايل.

و بدأت مرحلة جديدة و عمل ثلاث عمليات زرع العظام في القدم و الأوتار لكي تمشي و الحمد لله و ادعوا من الله ان تبدأ المشي بجانبي و بجانب إخوتها .

و الحمد لله أصبح الولد بالمدارس و صحته بأفضل حال و البنت في طريقها الى الأفضل و داعية من الله أن أدخل بهم الجنة .
فى الختام رساله لكل أسرة من أسر ذوى الاعاقة
رجاء اقرا وتأملوا قصتي ولا تقنطوا من رحمة الله واعلموا يمهد طريقكم الى الجنه ولا تخاطبوا أنفسكم لماذا ربي ابتلانى بل قولوا انه ليس ابتلاء أنه إختيار من رب العباد و لا تسمحوا لأحد يحطم قلوبكم ويرجعكم عن طموحكم ومساعدتكم لأباءكم لكي تقوموا بدوركم.

وأقول لكل من يقرا قصتي أن يتذكرنى ويدعوا لى الله أن احصد ثمار تعبي مع ابنتي وانظر اليها مثل ما أتمنى ومثل أخويها وجازكم الله كل خير و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى