مقال

الدكروري يكتب عن غزوة بدر الأولي

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن غزوة بدر الأولي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريه عن غزوة بدر الأولي أنها مثلت صورة من صور رد المسلمين اعتداء قريش، ذلك أن كثيرا من الغزوات والسرايا التي وقعت من بداية الهجرة إلى المدينة إلى عام الفتح، كانت بمثابة رد لعدوان قريش ومحاولتها استئصال شأفة المسلمين والقضاء عليهم، وقد قال ابن إسحاق أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، في طلبه، حتى بلغ واديا يقال له سفوان ففاته كرز، وكانت هذه غزوة بدر الأولى، ثم أسلم كرز وحسن إسلامه، وولاه رسول الله الجيش الذين بعثهم في أثر العرنيين الذين قتلوا راعيه في سرية كرز بن جابر الفهري، وقد استشهد كرز يوم فتح مكة وذلك سنة ثمان من الهجرة، وغزوة بدر الأولى هي إحدى أعظم غزوات المسلمين.

وتسمى هذه الغزوة بغزوة سفوان، وكانت هذه الغزوة حين عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن معه من المسلمين من غزوة العشيرة، فأقام في المدينة ليال معدودات، ثم خرج ومعه جيش من المسلمين يقصد رجلا أغار على ماشية المدينة المنورة في مراعيها، واسمه كرز بن جابر الفهري، حيث أغار كرز هذا على رزق أهل المدينة المنورة من الأغنام والإبل وغير ذلك، فخرج رسول الله يطلبه حتى وصل ومن معه من المسلمين إلى وادى سفوان القريب من منطقة بدر، لذلك سميت هذه الغزوة غزوة سفوان أو غزوة بدر الأولى، وكانت غزوة بدر الأولى بعد غزوة العشيرة مباشرة، وغزوة العشيرة هذه هي إحدى الغزوات التي كانت بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت في أواخر شهر جمادى الأولى.

في السنة الثانية للهجرة، وهي من الغزوات التي حدثت قبل غزوة بدر الكبرى، وقد بدأت غزوة العشيرة عندما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرين والأنصار للخروج إلى الطريق الذي تمر منه قوافل قريش القادمة من الشام لاعتراضها، وخرج من رسول الله صلى الله عليه وسلم قرابة مائة وخمسين فارسا من خيرة الصحابة الكرام، وترك رسول الله المدينة المنورة تحت حكم أبي سلمة بن عبد الله المخزومي رضي الله عنه وخرج مع الصحابة لاعتراض قافلة قريش بقيادة أبي سفيان، فاجتمع جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكان يسمى ذات العشيرة، وقيل ذي العشيرة وفي ذلك الموقع علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن أبا سفيان أصبح على دراية تامة بجيش المسلمين فغير اتجاه قافلته.

ونجا ومن معه، وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام إلى المدينة المنورة، وحين عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة العشيرة، إلى المدينة المنورة علم أن رجلا يدعى كرز بن جابر الفهرى، أغار ومن معه من الرجال على الإبل والمواشي التي تسرح للرعي بالغداة والتي تتبع للمسلمين في المدينة، فكان هذا السبب في غزوة بدر الأولى أو غزوة سفوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى