مقال

اللغز والفزورة الكبرى

جريدة الاضواء

اللغز والفزورة الكبرى

بقلم عبير مدين

مع قدوم شهر رمضان نسترجع ذكريات الطفوله والشباب ومن هذه الذكريات فوازير رمضان، تغيرت ملامحنا وتغيرت الأحوال وأصبح يستهوينا نوع آخر من الفوازير والالغاز وهو ما يدور على الساحة السياسية هذه الفترة التي تشهد زخما من الأحداث تشعل حماس هواة ومحترفي كتابة التاريخ، كنا نقول حتى وقت قريب العالم بعد كوفيد 19 غير قبلها ثم فجأة أطلت علينا الحرب الروسية الأوكرانية وما صاحبها من أزمة مالية عالمية وركود إقتصادي وتضخم، الدول الداعمة لأوكرانيا اشتعلت بأزمات داخلية حتى بلاد العم سام رغم ما تبذله من جهد لتبقى هيمتها على العالم تعاني من صراع الديمقراطيين مع الجمهوريين على السلطة يحيكون المكائد لبعضهما ويتصيدون الأخطاء، الدولار الأمريكي في أزمة والفيدرالي الأمريكي يحاول انقاذ الاقتصاد الأمريكي برفع سعر الفائدة وليذهب اقتصاد العالم إلى الجحيم.
هذه الفترة تشهد عقد اتفاقيات و ‏‎تحالفات السرية خلف الستار وتحت الطاولة هذه التحركات هي التي سوف ترسم خريطة العالم الجديدة وسوف تغير مجرى التاريخ ورسم الخرائط الجغرافية، ‏‎كما أنها قد تكون عاملا مؤثرا لحسم الحرب الروسية الأوكرانية وتحديد نتيجتها.
خلال هذه التغيرات هناك دول تسعى بكل قوة لتكون أحد أقطاب القوى المنتظر أن يتمخض عنها النظام العالمي الجديد وتسعى لأن يكون لها حلفاء و تستقطب الدول الأخرى مهما كان ثقلها السياسي والاقتصادي، و‎بما اننا غير معنيين بإيجاد مكان لنا بين الاقطاب، وأقصى طموحنا أن نكون حلفاء وعلينا إختيار ارحم هذه الاقطاب بنا وتقوية الجبهة الداخلية حتى لا نتحول إلى كيانات هشه.
نحن ننتظر نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية على اعتبار أنها الحدث الأبرز على الساحة السياسية ونضع العديد من السيناريوهات لنهايتها، ونضع أعيننا على الاستفزازات الأميريكية للصين في تايوان، ونراقب الوضع الإيراني ف‏مخطئ من يعتقد أن هناك نظاماً عربياً أو غربياً يتمنى انتصار الشعب الإيراني على نظام الملالي.
بالنسبة للعرب وبعيدا عن الشو الإعلامي نجاح الشعب الايراني في ثورته على الطغاة يمثل حافزاً إضافياً للشعوب العربية كي تسير على نفس الخطى وتحاول التخلص من أنظمتها الحاكمة،
‏‎اما الغرب فلا يريد انتصار الشعب الايراني ضد الملالي حتى يظل النظام الملالي فزاعة بيدهم لإرهاب العرب واستنزاف خيراتهم وهذا سبب بقاء النظام ورغم العشرات من ثورات الشعب الايراني ضد النظام.
هذه الفترة تحاول الدول العربية خلع أعبئتها القديمة في انتفاضة لتطوير نفسها و رسم تاريخ جديد لها وتنافسوا لركوب قطار التطبيع مع هذا الكيان الغاصب الذي اشتعل هو الآخر بمظاهرات وحرائق تستهدف اعتراضا على بعض قرارات الحكومة
أما اللغز والفزورة الكبرى فهي كيف تجمعت كل هذه الأزمات في توقيت واحد؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى