مقال

الدكروري يكتب عن المعجزة الباقية والعصمة الواقية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المعجزة الباقية والعصمة الواقية
بقلم / محمـــد الدكــروري

ذكرت كتب الفقه الإسلامي أن هناك الكثير والكثير من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، فإن القرآن هو المعجزة الباقية والعصمة الواقية والحجة البالغة والدلالة الدامغة هو شفاء لما في الصدور وحكم عدل عند اشتباه الأمور كلام جزل فصل ليس بالهزل نور لا يخبوا ضياؤه ولا يُخمد نوره وسناؤه وبحر لا يدرك غوره كل كلمة منه لها عجب، ولها في ذاتها طرب، عجيب في إشاراته بديع في انتقالاته فيه قصص باهرة وحكم زاهرة ومواعظ زاجرة وأدلة ظاهرة، إذا دعا جذب وإذا زجر أرعب وإذا رغب شوق وإذا وعظ أقلق وإذا أخبر صدق، إذا وعد أبهج وإن كان وعيدا أزعج فسبحان من سلكه ينابيع فى القلوب وأنزله بأبدع معنى وأعذب أسلوب، فقال تعالى كما جاء فى سورة المائدة.

” يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم” إنه القرآن علاج لنا نحن الذين ظلمنا أنفسنا وغفلنا عن لقاء ربنا وغلبت علينا شقوتنا فلنسأل أنفسنا ما هو نصيبنا من القرآن وهل خصصنا من أوقاتنا شيئا لقراءة القرآن؟ وهل تذوقنا حلاوته في صلاتنا وعند قرائتنا أم أننا للقرآن هاجرون ولحلاوته فاقدون نسمع ولا نعتبر ونقرأ ولا ندكر، فقال تعالى كما جاء فى سورة القمر ” ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر” ويجب علينا إذا خرجنا من رمضان لا بد أن نجدد العهد مع الله بتلاوة القرآن وأن تسرى فى نفوسنا عظمة القرآن حتى لا نقع في شكوى النبي صلى الله عليه وسلم من هجر أمته وقومه للقرآن كما قال الله تعالى فى سورة الفرقان ”

وقال الرسول يا رب إن قومى اتخذوا القرآن مهجورا” فإنه القرآن أبهر الناس بإعجازه وفصاحته وبراعة إيجازه فدانت له القلوب وتأثرت به النفوس وخضعت له المشاعر وانقادت لسماعه الأسماع، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه كان فى الجاهلية خصما عنيدا وعدوا لدودا للإسلام وللنبي صلى الله عليه وسلم فما لذي غيره؟ ومن الذي حوله؟ إنه القرآن عند ما قرأ ” طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى، الرحمن على العرش استوى له ما فى السماوات وما فى الأرض وما بينهما وما تحت الثرى، وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى” فتأثر عمر ورق قلبه ولان صدره حتى عرف الصحابة تأثير القرآن فى وجهه.

فطمعوا في إسلامه فاسلم متأثرا بالقرآن وببركة دعاء النبى صلى الله عليه وسلم له، وهذا هو النجاشى ملك الحبشة وكان رجل أعجمى ليس بعربى وقد سمع جعفر الطيار يقرأ عليه من سورة مريم ” كهيعص، ذكر رحمت ربك عبده زكريا، إذ نادى ربه نداء خفيا، قال رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا، وإنى خفت الموالى من ورائى وكانت امرأتى عاقر فهب لى من لدنك وليا، يرثنى ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا” فلما سمع النجاشى هذه الآيات العظيمات بكى حتى أخضلت لحيته بدموعه ثم قال إن هذا أى القرآن والذى أنزل على عيسى ويقصد الإنجيل يخرج من مشكاة واحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى