مقال

الدكروري يكتب عن رمضان شهر العبادة والعمل

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن رمضان شهر العبادة والعمل
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد امتن الله سبحانه وتعالي علي الأمة المحمدية بمواسم الخيرات التي يتضاعف فيها الأجر والثواب للأعمال، وإن شهر رمضان المبارك هو شهر العبادة والعمل، وإن النوم والكسل والخمول يتنافى مع فعل وقول النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم فلا إيمان بلا عمل، ولا عمل بغير إيمان، وإذا كان العمل عبادة فلا تعارض بين العمل والعبادة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين العبادة والعمل، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الهجرة ليرد الأمانات إلى أهلها، وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقطع اعتكافه من أجل قضاء مصالح الناس وحوائجهم، فلما سئل في ذلك قال “هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم”

وإن بعض الناس في ليالي الشهر الكريم شهر رمضان أصناف منهم من إذا جاء في العمل فهو كسول، لا يبالي بالناس ولا يبالي بأحد، وحجته إني امرؤ صائم، وهل الصيام يؤدي بك إلى هذا؟ فكم فُتحت الفتوح في نهار رمضان؟ وكم انتصر المسلمون في شهر رمضان؟ وهذا الصائم نائم في عمله، لا يأتي إلا في منتصف اليوم، إن سئل؟ قال إني امرؤ صائم، عطل اعمال الناس، وساءت نفسه وخبثت، والحجة إني امرؤ صائم فلا اله الا الله، وإذا جاء الليل بعد أن شبع وملأ بطنه، إن جاء يصلي، قال يا إمام أرحنا من هذه الصلاة، ما أطولها، أزعجتنا بها، فقد مللنا هذه الصلاة الطويلة، وقد أزعجتنا ؟ ولكن أتعرف لماذا هي ثقيلة؟ لأن الله عز وجل سماها عنه وعن أمثاله كما جاء في سورة البقرة قوله تعالي ” وإنها لكبيرة”

فإن الصلاة ثقيلة عليهم إلا على من يا رب؟ فيقول تعالي ” إلا علي الخاشعين” فهو لم يخشع فيها ولا تلذذ بها، ويقول للإمام لا تطل الصلاة، ثم لم يصلي إلى أين؟ أتظنه يجلس في بيت الله؟ والله يوشك أن تدخل مسجد تصلى فيه الجماعة فلا ترى فيه خاشعا، يوشك أن يخطئ الإمام ولم يدر به أحد، ويوشك أن تسأل المصلين بعد الصلاة ماذا قرأ الإمام؟ فلا يجيبك أحد، ويوشك أن يأتي هذا اليوم أن يقول الناس بعد الصلاة ماذا قرأت أيها الإمام؟ لم نعقل إلا التكبير والسلام، لم نعقل شيئا آخر، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه” رواه البخاري.

ومراد الحديث أن الله تعالى إنما شرع الصيام لأجل تهذيب النفس، وليس لمجرد ترك الأكل والشرب، ويا لخسارة من كان رمضان عنده الجوع والعطش، الجوع والعطش فقط، يا لخسارة من لا يبالى في رمضان ماذا فعل، ويا لخسارة صاحب الدش الذى لا يزال ينظر فيه المنكرات، ويقلب القنوات، يا لخسارة العاق لوالديه ولا يزال كذلك، يالها من خسارة كبيرة أن يستمر الشاب يرتاد المقاهى في رمضان، وكأنه ما صام، ولا عرف الصيام الحقيقى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى