مقال

الشيطان الأعظم الذى وسوس للشيطان ليعصى الله

جريدة الأضواء

الشيطان الأعظم الذى وسوس للشيطان ليعصى الله

★اللواء. أ.ح. سامى محمد شلتوت.

•حين رفض إبليس السجود لآدم لم يكن هناك شيطان فمن وسوس له؟
سؤال خطير جداً ..الشيطان عندما عصى الله، من كان شيطانه ؟؟.
إقرأوا هذه السطور لتعرفوا… من هو الشيطان الحقيقي لنا !!!..
إن كلمة { نفس} هي كلمة في منتهى الخطورة ، وقد ذُكرت في القرآن الكريم في آيات كثيرة يقول الله تبارك وتعالى في سورة ( ق ) { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }…

• نحن نؤمن بالله عز وجل، ونذكره ونصلي في المسجد ونقرأ القرآن، و نتصدق، و….. و….إلخ… وبالرغم من ذلك فما زلنا نقع فى المعاصي و الذنوب!!!. فلماذا ؟؟…
السبب في ذلك هو أننا تركنا العدو الحقيقي وذهبنا إلى عدو ضعيف، يقول الله تعالى في مُحكم كتابُه العزيز { إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} .
إنما العدو الحقيقي هو « النفس» نعم.. فالنفس هي القنبلة الموقوتة، واللغم الموجود في داخل الإنسان يقول الله تبارك وتعالى في سورة (الإسراء) { اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } .
وقوله تبارك وتعالى في سورة (غافر) { الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }.
وقوله تبارك وتعالى في سورة (المدثر) { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } .
وقوله تبارك وتعالى في سورة (النازعات) { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ }.
وقوله تبارك وتعالى في سورة (التكوير){ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّاأَحْضَرَتْ}.

• لاحظوا أن الآيات السابقة تدور كلها حول كلمة «النفس»، فما هي هذه النفس؟؟؟..
يقول العلماء… أن الآلِهة التي كانت تعبد من دون الله. {اللات، والعزى، ومناة، وسواع، وود، ويغوث، ويعوق، ونسرى }..
كل هذه الأصنام هدمت ماعدا إلـه مزيف مازال يعبد من دون الله، يقول الله تبارك وتعالى {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ }.ومعنى ذلك أن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان فإنه لا يصغى لشرع ولا لوازع ديني، لذلك تجده يفعل ما يريد يقول الإمام البصري في بردته ﴿وخالف النفس والشيطان واعصيهُما﴾.
ففي جريمة قتل قابيل لأخيه هابيل. يقول الله تبارك وتعالى { فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ }.
عندما تسأل إنساناً وقع في معصية ما!!!.. وبعد ذلك ندم وتاب، ما الذي دعاك لفعل هذا سوف يقول لك ( أغواني الشيطان)، وكلامه هذا يؤدي إلى أن كل فعل محرم وراءه شيطان.
إن السبب في المعاصي والذنوب إما من الشيطان، وإما من النفس الأمارة بالسوء، فالشيطان خطر ..
ولكن النفس أخطر بكثير… لذا فإن مدخل الشيطان على الإنسان هو النسيان فهو ينسيك الثواب و العقاب ومع ذلك تقع في المحظور قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم { وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوء}.

※ وأخيراً نتضرع إلي المولى عز وجل ونقول!!!
﴿ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ. فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾.
هناك هرمون في الجسم يفرز خلايا على القلب عندما نلهى عن ذكر الله ومن ثم تكون غشاء على القلب يسمى (( الران )) ويسبب إكتئاب حاد وحزن وضيق شديد قال تعالى ﴿ كلا بل ران على قلوبهم ﴾ …
نسال الله السلامة وأن يطهر قلوبنا وأن يثبتنا على الطاعة. هو ولى ذلك والقادر عليه.
وجلاء القلوب ذكر الله..الابذكر الله تطمئن القلوب..فإذكروا الله كثيرا وسبحوه بكره وأصيلا …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى