غير مصنف

الدكروري يكتب عن الغزوات الفريدة المباركة

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة أنه تعتبر غزوة المريسيع من الغزوات الفريدة المباركة التي أسلمت عقبها قبيلة بأسرها، وكان الحدث الذي أسلمت القبيلة من أجله هو أن الصحابة حرروا، وردوا الأسرى الذين أصابوهم إلى ذويهم بعد أن تملكوهم باليمين في قسم الغنائم، واستكثروا على أنفسهم أن يتملكوا أصهار نبيهم صلى الله عليه وسلم، وحيال هذا العتق الجماعي، وإزاء هذه الأريحية الفذة، دخلت القبيلة كلها في دين الله، وإن مرد هذا الحدث التاريخي وسببه البعيد، هو حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم، وتكريمهم إياه، وإكبارهم شخصه العظيم، وكذلك يؤتي الحب النبوي هذه الثمار الطيبة، ويصنع هذه المآثر الفريدة في التاريخ.

ولقد كان زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم، من جويرية بنت الحارث له أبعاده، وتحققت تلك الأبعاد بإسلام قومها، وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم، السيدة جويرية بنت الحارث وهي بنت خمس وعشرين سنة، فقد كان الزواج منها من أهدافه الطمع في إسلام قومها، وبذلك يكثر سواد المسلمين، ويعز الإسلام، وهذه مصلحة إسلامية بعيدة، وقد يسر الله هذا الزواج، وباركه، وحقق الأمل البعيد المنشود من ورائه، فأسلمت القبيلة كلها بإسلام جويرية، وإسلام أبيها الحارث، فقد عاد هذا الزواج على المسلمين بالبركة والقوة، والدعم المادي والأدبي معا للإسلام والمسلمين، وأصبحت جويرية بنت الحارث زوجة لسيد المرسلين وأمّا للمؤمنين، فكانت رضي الله عنها عالمة بما تسمع.

وعاملة بما تعلم، فقيهة عابدة، تقية ورعة، نقية الفؤاد، مضيئة العقل، مشرقة الروح، تحب الله ورسوله، وتحب الخير للمسلمين، وكانت رضي الله عنها تروي من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وناقلة لحقائق الدين من خزائنها عند من تنزلت عليه صلى الله عليه وسلم، ويرويه عنها سدنة العلم من علماء الصحابة رضي الله عنهم، لينشروه في المجتمع المسلم، وهكذا غزوة بني المصطلق أو غزوة المريسيع تعد من الغزوات المهمة في حياة المسلمين في عهدهم الأول، لأنها كانت مرتعا خصبا للمنافقين، حيث اتخذوا فيها صنوفا من الكيد للإسلام والمسلمين، ولنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، فقد حاولوا تمزيق وحدة المسلمين بإيجاد الشقاق بين المهاجرين والأنصار.

وإعادة النعرة الجاهلية، كما وقعت فيها حادثة الإفك، وغزوة بني المصطلق أو غزوة المريسيع وإن لم تكن كبيرة من الناحية العسكرية، إلا أنها اشتملت على أحداث جسام، وافتضح فيها المنافقون، وتسمى هذه الغزوة بغزوة المريسيع وهو ماء لبني خزاعة، أو غزوة بني المصطلق وهم من بطن خزاعة، وقد ساهموا مع قوات قريش في غزوة أحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى