غير مصنف

الدكروري يكتب عن رسول الله في غزوة أنمار

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن غزوة ذي أمر، وقد خرج فيها رسول الله صلي الله عليه وسلم، وقيل أنه في أثناء الطريق قبضوا على رجل يقال له‏‏ جُبَار من بني ثعلبة، فأدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعاه إلى الإسلام فأسلم، فضمه إلى بلال، وصار دليلا لجيش المسلمين إلى أرض العدو‏،‏ وتفرق الأعداء في رءوس الجبال حين سمعوا بقدوم جيش المدينة‏، أما النبي صلى الله عليه وسلم، فقد وصل بجيشه إلى مكان تجمعهم، وهو الماء المسمي ‏‏بذي أمر‏،‏ فأقام هناك شهر صفر كله من السنة الثالثة للهجرة، أو قريبا من ذلك، ليشعر الأعراب بقوة المسلمين، ويستولي عليهم الرعب والرهبة، ثم رجح إلى المدينة‏، وكانت من الأحداث الهامة التي وقعت بعد غزوة بدر الكبرى هى غزوة ذي أمر.

وهى موضع من ديار غطفان، وقد سميت أيضا بغزوة غطفان أو بغزوة أنمار، وهي أكبر غزوة قادها النبي صلى الله عليه وسلم قبل معركة أحد، وكانت في السنة الثالثة من الهجرة، وقد علم المشركون من بني ثعلبة ومحارب بمسير المسلمين إليهم، فتفرقوا وفرّوا إلى رؤوس الجبال، أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد وصل بجيشه إلى مكان تجمعهم، وهو الماء المسمي بذي أمر، وبقي في نجد مدة تقارب الشهر دون أن يلقى كيدا من أحد، وعاد بعدها إلى المدينة المنورة، وبنو غطفان، هى قبيلة عربية كبيرة من قبائل الجاهلية وصدر الإسلام وهي واحده من جماجم العرب الكبرى وقد سكنوا بادية نجد والحجاز جهة وادي القرى وبوادي المدينة المنورة، وبنو غطفان من قبائل القيسية المضرية العدنانية.

حيث ينتسبون إلى غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان من بني إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام، وتعد معركة ذي أمر من أكبر الحملات العسكرية التي نُظمت بعد غزوة بدر وقبيل غزوة أحد، وقادها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه حين تواترت إليه الأنباء من عيونه المراقبة في محيط المدينة المنورة أن تحالفا عن تشكَل بين قبيلة بني محارب وهي واحدة من أشهر القبائل العربية، وقبيلة بني ثعلبة واحدة من القبائل اليهودية التي كانت تقطن المدينة المنورة وتيماء وفدك، فحشدتا جمعا كبيرا من مقاتليهما للإغارة على أطراف المدينة المنورة، ويقول المباركفوري في كتاب الرحيق المختوم، والمباركفورى، هو صفي الرحمن بن عبد الله بن محمد أكبر بن محمد علي بن عبد المؤمن بن فقيرالله المباركفوري الأعظمي.

وهو أحد علماء الحديث في الهند، وقد تميز بعلمه الغزير وتواضعه الجم، وقد شارك في ندوات ومحاضرات في مختلف أرجاء الهند وفي الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وكثير من الدول الأخرى، وقد عمل بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لمدة عشر سنوات وقد عمل على تآليف العديد من الكتب القيمة باللغتين العربية والآردية، وأشهرها الرحيق المختوم، وكتاب الرحيق المختوم هو أحد الكتب المتخصصة في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول الشيخ المباركفوري عن كتابه ” وقد قدر الله لهذا الكتاب من القبول ما لم أكن أرجوه وقت الكتابة، فقد نال المركز الأول في المسابقة التى أقيمت عن السيرة النبوية المشرفة، وأقبل عليه الخاصة والعامة إقبالا يغتبط عليه”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى