مقال

الدكروري يكتب عن رسول الله يواجه الروم في تبوك

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن غزوات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من هذه الغزوات هي غزوة تبوك، ويرى ابن كثير أن سبب الغزوة هو استجابة طبيعية لفريضة الجهاد، ولذلك عزم الرسول صلى الله عليه وسلم، على قتال الروم، لأنهم أقرب الناس إليه، وأولى الناس بالدعوة إلى الإسلام لقربهم إليه وإلى أهله، وغزوة تبوك أو غزوة العُسرة من الغزوات التي حدثت في ظروف صعبة جدا، وعلى الرغم من الظروف، فقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم، المسلمين إلى هذه الغزوة لأسباب عدة، وكان من أهم هذه الأسباب هو وقف تحرك الروم ومن حالفهم من القبائل العربية النصرانية، التي بدأت بالزحف نحو المسلمين.

 

بعد أن جمع الروم الكثير من الجموع في الشام، على الرغم من أن الروم لم يكونوا يشكلوا تهديدا مباشرا للمسلمين، وكذلك تحقيق غاية الجهاد، وهي غاية سامية أمر الله تعالى بها، وامتثل لها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لنشر الدعوة الإسلامية، وكذلك كشف المنافقين الذين ظهرت حقيقتهم بعد أن دعا الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى غزوة تبوك في أكثر الظروف صعوبة، فأوجدوا الأعذار الكاذبة لتخلفهم عن هذه الغزوة، وقد سار جيش المسلمين مسافات طويلة حتى وصل إلى هذه المنطقة، علما أن الرسول صلى الله عليه وسلم، كان قد أعلن قبل تحرك الجيش نيته لغزو الروم، لكن الروم لم يحضروا إلى المعركة ولم يلاقوا المسلمين في تبوك، ولم يحدث قتال.

 

وعندما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى النفير العام، وأمر المسلمين بالاستعداد لمعركة عظيمة مع الروم، خصوصا أن الروم كانوا يمثلون قوة عظمى في تلك الأيام، وكان جيشهم أقوى جيوش الأرض في تلك الفترة، فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم، مع المسلمين والصحابة حتى وصلوا إلى منطقة تبوك، وأثناء تجهز المسلمين للمعركة، حاول المنافقون إضعاف عزيمة المسلمين وثنيهم عن الخروج، لكن المسلمين لم يتوانوا عن بذل المال والنفس، خصوصا أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان والعباس بن عبد المطلب وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم، جميعا، كما أن نساء المسلمين أنفقن ما يملكن من حلي ومجوهرات لتجهيز الجيش.

 

وكان عدد جيش المسلمين ثلاثين ألف مقاتل، وعند وصول جيش المسلمين إلى تبوك، لم يجدوا أحدا من الروم أو من النصارى العرب، فثبت الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حكم الإسلام في تبوك، وأرسل خالد بن الوليد رضي الله عنه، على رأس سرية إلى دومة الجندل، فوقع ملكها في الأسر وحملوه إلى تبوك، فصالح على الجزية، وقد لبث جيش المسلمين في تبوك بضعة عشرة ليلة، ولم يأت اي أحد من الأعداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى