غير مصنف

عندما اتبع موسي ويوشع الحوت

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الرجل الصالح الخضر عليه السلام، مع نبي الله موسي عليه السلام، وقيل أن نبي الله موسي والغلام يوشع بن نون عندما اتبعا أثر الحوت الذي أحياة الله تعالي وقفز في البحر، فلما وصلا إلى هناك وجدا رجلا مسجى ببردة خضراء تحت قدميه وتحت رأسه كالذي يلتحف بلحاف فيجعله تحت رأسه وتحت قدميه، فسلم عليه موسى، فكشف عن وجهه وقال وهل بأرضي سلام؟ أي وهل في أرضي هذه من يعرف السلام؟ قال من أنت؟ قال أنا موسى، قال الخضر أنت موسى بني إسرائيل؟ قال نبى الله موسى عليه السلام نعم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب، ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة “رواه مسلم.

والذمامة بمعجمة في البداية هي الحياء والإشفاق من الذنب، وبالمبهمة هي قبح الخلق، يعني قبح الخلقة، والذمامة وهي الإحياء والإشفاق من الذنب، يعني نبى الله موسى أخذته من صاحبه ذمامة يعني ما يستطيع أن يكمل معه أكثر من كذا، بلغ الحد، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله موسى لوددت أنه كان صبر، حتى كان يقص علينا من أخبارهما، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كانت الأولى من موسى نسيانا، ولما ركبوا السفينة جاء عصفور حتى وقع على حرف السفينة ثم نقر في البحر، فقال له الخضر ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر” وهذا المثال لتقريب الأذهان ليس للمعنى الحقيقي به، يعني ليس أن علم موسى والخضر بالنسبة لعلم الله كقطرة في البحر.

وهو أقل من قطرة في البحر لا شيء لكن لتقريب الأذهان، أو مثل ما أخذ هذا العصفور من البحر، وإن هنا يرد إشكال بسيط، وهو أن نبى الله عيسى عليه السلام كان حي لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أرأيتكم ليلتكم هذه، لكن مع ذلك ما زال حيا بعد المائة سنة؟ فنقول الجواب على هذه الإشكال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الحديث” ممن هو على ظهرها يعني على ظهر الأرض، أما عيسى في السماء، إذا هو لا يدخل في الحديث، والإشكال الثاني هو الدجال الذي هو الآن حي وموثوق يعني بالحديد بالسلاسل، في جزيرة من جزائر البحر، وهو الذي لقيه الصحابي لما هاجر من اليمن فتاه في البحر، فوجدوا الدجال هذا موثق في جزيرة من جزائر البحر الأحمر.

أو المحيط الهندي الذي هو إذا خرج الإنسان من اليمن من الاحتمال أن يتوه في هذا البحر، أو في هذا البحر، فما هو الجواب؟ فيقول الشنقيطي رحمه الله تعالى في كتابه العظيم أضواء البيان أجاب عن هذا بما ملخصه أن النص الذي رواه الإمام مسلم “أرأيتكم ليلتكم هذه ” هو نص عام والحديث الذي ورد عن الدجال نص خاص، وإن هذه القضية تفيدهم في أشياء كثيرة ومنها أنهم يزعمون التقاءهم بالخضر، وأنهم يأخذون أشياء عن الخضر، شرائع غير الشريعة الموجودة الآن، وهذا تبرير لهم لمخالفة شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول هذا أتانا من الخضر، أو التقينا بالخضر، فقال لنا كذا وكذا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى