مقال

الدكروري يكتب عن المنصور يتخلص من أبي مسلم الخرساني

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير والكثير عن خلفاء الدولة العباسية، ومنهم الخليفة أبو جعفر المنصور، الذي دخل في ثورة كبيرة مع ابن عمه عبد الله بن علي العباسي للحصول علي الخلافة، واستطاع المنصور أن يقضي علي هذه الثورة بمساعدة قائدة أبو مسلم الخرساني، وقام بالقبض علي أبن عمه وألقاه في السجن حتي مات، وما كاد يلتقط الخليفة العباسي أنفاسه حتى أعد العدة للتخلص من أبي مسلم الخراساني، صاحب اليد الطولى في نجاح قيام الدولة العباسية، وكان الخليفة يخشاه ويخشى ما تحت يده من عدد وعتاد في خراسان، ولم يكن الرجلان على وفاق منذ قيام الدولة، وكان أبو مسلم الخراساني يتيه بما صنعه للدولة.

 

وتحين أبو جعفر المنصور الفرصة للتخلص من غريمه، ولجأ إلى الحيلة والدهاء حتى نجح في حمل أبي مسلم على القدوم إليه بعيدا عن أنصاره وأعوانه، وبعد جلسة حساب عاصفة لقي القائد الكبير مصرعه بين يدي الخليفة، وبعد مقتل أبي مسلم الخراساني اشتعلت ضد الخليفة العباسي عدة ثورات فارسية للثأر لمقتله، غير أن الخليفة اليقظ نجح في قمع هذه الفتن والقضاء عليها، وكان ممن غضب لمقتل أبي مسلم الخراساني، رجل مجوسي اسمه سُنباذ، فثار والتف حوله الكثيرون من أهل خراسان، فهجموا على ديار المسلمين في نيسابور وقومس والري، فنهبوا الأموال وقتلوا الرجال وسبوا النساء، ثم تبجحوا، فقالوا إنهم عامدون لهدم الكعبة، فأرسل إليهم المنصور جيشا بقيادة جمهور بن مرار العجلي.

 

فهزمهم واسترد الأموال والسبايا، ولا يكاد أبو جعفر يتخلص من سنباذ، حتى واجه ثائرا ينادى بخلع المنصور، إنه جمهور بن مرار العجلي، قائد جيوش المنصور التي هزمت سنباذ، ولما هزم جمهور، سنباد، واسترد الأموال، وكانت خزائن أبي مسلم الخراساني من بينها، فطمع جمهور، فلم يرسل المال إلى الخليفة المنصور، بل ونقض البيعة ونادى بخلع المنصور، فماذا كان؟ أرسل المنصور القائد الشجاع محمد بن الأشعث، على رأس جيش عظيم، فهزم جمهور، الذي فر هاربا إلى أذربيجان، وكانت الموقعة في سنة مائه وسبعه وثلاثين من الهجره، وكانت هناك ثورات متتالية كانت تهدد الحياة وتحول دون الاستقرار والأمن، في بداية حكم العباسيين، ومنها ثورات للخوارج الذين أصبحوا مصدر إزعاج للدولة العباسية.

 

ولقد خرج آنذاك مُلبّد بن حرملة الشيباني، في ألف من أتباعه بالجزيرة من العراق، وانضم إليه الكثيرون، فغلب بلادا كثيرة، إلى أن تمكنت جيوش المنصور بقيادة خازم بن خزيمة من هزيمته في سنة مائة وثمانيه وثلاثين من الهجره، وتحرك الخوارج مرة ثانية في خلافة المنصور سنة مائه وثمانيه وأربعين من الهجره، بالموصل تحت قيادة حسا بن مجالد الهمداني، إلا أن خروجه هو الآخر قد باء بالفشل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى