غير مصنف

ابن الزبير مع يزيد بن معاوية

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكــرورى
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير عن الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير، وقيل أنه كان هناك موقف لعبد الله بن الزبير مع يزيد بن معاوية، فلما تولى يزيد بن معاوية الخلافة سنة ستون هجريا حرص على أخذ البيعة من الأمصار الإسلامية، فلبت نداءه وبايعته دون تردد، في حين استعصت عليه بلاد الحجاز حيث يعيش أبناء الصحابة الذين امتنعوا عن مبايعة يزيد بن معاوية، وكان في مقدمة الممتنعين الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، غير أن يزيد بن معاوية رضي الله عنه ألح في ضرورة أخذ البيعة منهما، ولو جاء الأمر قسرا وقهرا لا اختيارا وطواعية، ولم يجد ابن الزبير رضي الله عنه مفرا من مغادرة المدينة والتوجه إلى مكة.

والاحتماء ببيتها العتيق، وسمى نفسه العائذ بالبيت، وفشلت محاولات يزيد في إجباره على البيعة، وبعد استشهاد الحسين بن علي رضي الله عنه في معركة كربلاء، في العاشر من المحرم سنة واحد وستون هجريا التف الناس حول ابن الزبير رضي الله عنه، وزاد أنصاره سخطا على يزيد بن معاوية وحاول يزيد بن معاوية، أن يضع حدا لامتناع ابن الزبير رضي الله عنه عن مبايعته، فأرسل إليه جيشا بقيادة مسلم بن عقبة، غير أنه توفي وهو في الطريق إلى مكة، فتولى قيادة الجيش الحصين بن نمير، وبلغ مكة وحاصر ابن الزبير رضي الله عنه أربعة وستين يوما، دارت خلالها مناوشات لم تحسم الأمر، وفي أثناء هذا الصراع جاءت الأنباء بوفاة يزيد بن معاوية في سنة أربعة وستون هجريا.

فسادت الفوضى والاضطراب في صفوف جيش يزيد، وكان موقف عبد الله بن الزبير مع الحصين بن نمير، هو أن توقف القتال بين الفريقين، وعرض الحصين بن نمير، على ابن الزبير رضي الله عنه أن يبايعه قائلا له “إن يك هذا الرجل قد هلك أي يزيد، فأنت أحق الناس بهذا الأمر، هلم فلنبايعك، ثم اخرج معي إلى الشام، فإن الجند الذين معي هم وجوه أهل الشام وفرسانهم، فوالله لا يختلف عليك اثنان” لكن ابن الزبير رضي الله عنه رفض هذا العرض، الذي لو قبله لربما تم له الأمر دون معارضة، لأن بني أمية اضطرب أمرهم بعد موت يزيد بن معاوية ورفض ابنه معاوية بن يزيد تولي الأمر، ثم لم يلبث أن توفى هو الآخر بعد أبيه مباشرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى