غير مصنف

ابن الزبير يعيد بناء الكعبة

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير عن الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير، وقيل أنه أصيب عبد الله بن الزبير يوم الجمل مع خالتة أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين، فلما كان عند غروب الشمس قيل له الصلاة، فقال أما الصلاة فإني لا أستطيعها ولكن أكبر، وقد قام عبد الله بن الزبير ببناء الكعبه بعد أن حرقها، الحصين بن نمير الكندي عندما حاصر مكة بمن فيها ثم ضربها بالمنجنيق، فرأى الناس يومئذ أنه قد أصاب، وبنى البيت حتى بلغ موضع الركن الأسود فوضعه، وكان الذي وضعه هو حمزة بن عبد الله بن الزبير، وشده بالفضة لأنه كان انصدع، ثم ردّ الكعبة على بنائها، وزاد في طولها فجعله سبعا وعشرين ذراعا.

وخلق جوفها، ولطخ جدرها بالمسك حتى فرغ منها من خارج، وسترها بالديباج، وهو أول من كساها الديباج، فلما فرغ من بناء الكعبة اعتمر من خيمة جُمانة عند مسجد السيده عائشة رضي الله عنها ماشيا معه رجال من قريش، وعبد الله بن الزبير هو خليفة من خلفاء المسلمين وقد تولي الخلافة بعد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان تسع سنين حتى تم قتلة في الحرم المكي، وآلت إلى ذريته بعد ذلك سقاية زمزم نيابة عن خلفاء بني العباس واستمرت فيهم إلى اليوم ولم تقم لهم بعد ذلك دولة كغيرهم من البيوت القرشية مثل الأمويين والعباسيين والعلويين، وعن هشام بن عروة، عن أبيه وزوجته فاطمة، قال خرجت أسماء حين هاجرت حبلى، فنفست بعبد الله بقباء، فقالت أسماء رضي الله عنها.

فجاء عبد الله رضي الله عنه بعد سبع سنين ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم، وأمره بذلك أبوه الزبير رضي الله عنه، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم حين رآه مقبلا، ثم بايعه، وكانت أهم ملامح شخصية عبد الله بن الزبير، هى كثرة حبه للعبادة بجميع أنواعها، فقيل أن عبد الله بن الزبير رضى الله عنه قد قسم الدهر على ثلاث ليال، فليلة هو قائم حتى الصباح، وليلة هو راكع حتى الصباح، وليلة هو ساجد حتى الصباح، وحبه الشديد للجهاد، فلم يكن غريبا على من نشأ هذه النشأة الصالحة أن يشب محبا للجهاد، فقد شهد وهو في الرابعة عشرة من عمره معركة اليرموك الشهيرة سنة خمس عشر من الهجره واشترك مع أبيه في فتح مصر، وأبلى بلاء حسنا، وخاض عمليات فتح شمال إفريقيا.

تحت قيادة عبد الله بن سعد في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وأبدى من المهارة والقدرة العسكرية ما كفل للجيش النصر، كما اشترك في الجيوش الإسلامية التي فتحت إصطخر، وقد تقدم ابن الزبير إلى قفصة في تونس، وكانت الامبراطورية البيزنطية قد مدت نفوذها من طرابلس إلى طنجة، ويحكمها الملك جُرجير نائبا عن الامبراطور، وتمكن ابن الزبير من حسم المعركة لصالح المسلمين بعد أن قتل ملكهم جُرجير، وحمل البشرى بالفتح إلى الخليفة عثمان في المدينة، وهو لم يتجاوز السابعة والعشرين من عمره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى