دين ودنيا

توحيد الله وعبادته

جريدة الأضواء

بقلم : أشرف عمر

 

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

 

*{ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ }.*

 

رَوَاهُ مُسلِم.

 

*شرح الحديث:*

جاءَ الإسلامُ بالدَّعوةِ إلى تَوحيدِ اللهِ وعِبادتِه وَحدَه دُونَ ما سِواه، وأمَّنَ مَن دخَلَه وأصبحَ مُوحِّدًا، وأوكَلَ أمْرَ القُلوبِ إلى اللهِ العَليمِ بما تُخفي الصُّدورُ.

 

وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن قالَ وشَهِدَ بلِسانِه أنَّه «لا إلهَ إلَّا اللهُ»، أي: لا مَعبودَ بِحَقٍّ إلا اللهُ، «وكفَرَ بما يُعبَدُ من دُونِ اللهِ»، فيَكونُ بذلكَ قد تَبرَّأ من كلِّ الأديانِ سِوى الإسلامِ، «حَرُمَ مالُه ودمُه» على المُسلِمينَ، فلا يُسلَبُ مالُه ولا يُسفَكُ دمُه، وفي الصَّحيحَينِ من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه، قالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إلَّا بحقِّه»، أي: فلا يَحِلُّ قتلُه إلَّا إذا ارتكَبَ جَريمةً أو جِنايةً يَستحقُّ عليها القتلَ بمُوجِبِ أحكامِ الإسلامِ، فيُقتَلُ القاتلُ قِصاصًا، ويُقتَلُ المُرتَدُّ والزَّاني المُحصَنُ حدًّا، كما في الصَّحيحَينِ عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لا يَحِلُّ دمُ امرئٍ مُسلِمٍ، يَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنِّي رسولُ اللهِ، إلَّا بإحدى ثلاثٍ: النفْسِ بالنفْسِ، والثَّيِّبِ الزَّاني، والمارِقِ منَ الدِّينِ التَّارِكِ للجماعةِ».

 

«وحِسابُه على اللهِ»، أي: لَنا الظَّاهِرُ منَ الأحكامِ الواجِبةِ، وما في سَرائرِه وما يُخفيه، وحِسابُ باطنِه على اللهِ تَعالَى؛ فإنَّ اللهَ تَعالَى هو المطَّلِعُ وَحدَه على ما في القُلوبِ من إيمانٍ وكُفرٍ ونِفاقٍ، ولم نُؤمَر بالنَّقبِ عن قُلوبِهم، والتَّفتيشِ عن ضَمائرِهم، والاطِّلاعِ على عَقائدِهم؛ فمَن تلفَّظَ بالإيمانِ وهو غيرُ مُخلِصٍ فيه، عُومِل بحسَب ظاهرِه وأُجري عليه في الدُّنيا أحكامُ المُسلِمين، وأمَّا في الآخِرَة فحِسابُه على اللهِ عزَّ وجلَّ، وهو يُجازيهم بما يَعلَمُه من قُلوبِهم، فإن صَدَقوا وآمَنوا بالقَلبِ نَفَعَهم ذلكَ في الآخِرةِ، ونَجَوا مِنَ العَذابِ كَما نَفَعَهم في الدُّنيا، وإلَّا فَلا يَنفَعُهم، بَل يَكونونَ مُنافِقينَ من أهلِ النَّارِ.

 

صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى