ثقافة

الثقافة تجرى فى شرايين سيناء

الثقافة تجرى فى شرايين سيناء

الثقافة تجرى فى شرايين سيناء

متابعه / محمد السمان

بقلم محمد نبيل محمد

كما ان كل البحار تصب فى نهر واحد هكذا هى مساعى الثقافة – الآن – تتوجه صوب سيناء لا لتعوض ما فات سيناء من حرمان ثقافى وقط ، وإنما لتثرى عموم الثقافة المصرى من نبع الثقافة السيناوية وتنهل من خصوصية المكان وعبقرية الإنسان فى سيناء وربما إبداع اللحظة الآنية ، فلم تعرف خارطة الأرض من مشرقها لمغربها جزءا فيها محل إهتمام العالم أجمع ليس على إتساع جفرافيته وحسب بل وأيضا على مدار مراحله التاريخية، فهى سيناء فقط التى كانت منذ أن سطر التاريخ من مداده جولات المد والجذر ما بين الهجوم من المغير الطامع وبين الدفاع من صاحب الحق والأرض، ولا شك انه تولدت طاقات ابداعية متنوعة وثرية فى مناحى أفرع الأداب والفنون ومنها أدب المقاومة وفنونها المختلفة ما بين الرسم والشدو واللحن إلى النظم والنثر والمأثور، ومن أدب المقاومة وفنونها إلى إبداع البناء واتساعه من وإلى طرفى الأرض وتطاوله الى عنان السماء، وتلونها بالأخضر الزاهى الناضج، بل وإلى عزف متناغم لألات وتروس الصناعة المحترفة، فلم تكن لتجتمع كل تلك الأيادى فى المقاومة والبناء إلا فى معية طاقة إبداعية، تصوغ واقعا ثريا بالثقافة الوطنية الأصيلة، لذا لم تكن من المفاجأة فى شىء أنه عند تنظيم الفعاليات الثقافية فى وديان سيناء والتى تستهدف جمهور أطفال البوادى ومع حزمة من الأهداف منها وربما أولها نثر بذور الولاء ولانتماء فى وجدان هؤلاء النشء من أطفال سيناء، وكانت الحقيقة التى لا أخجل من تكرار سردها هى أن هؤلاء الأطفال هم من علمونا كيف يكون الولاء والانتماء للأرض وأهلها، وتلك فضيلة تعلمتها من صغار سيناء فما بال الدروس الأخرى من كبارها نساء ورجال!.

الحق أن شرايين سيناء الممتدة فوق وتحت قناة السويس لم تكن فقط لنقل مقدرات وعناصر الإنتاج من وإلى سيناء قدر ما هى فى الأساس سببا مباشرا فى تنقل الإنسان بأريحية دون عوائق وموانع من وإلى سيناء تلك الأرض التى خلقها الله فى جانب مصر الشرقى كما القلب من جسد الإنسان، فباتت تهوى أفئدة المصريين لها وكأنها تروح إلى ما تنتمى إليه، فكان عبور الأدباء من الشعراء والكتاب من مدن القناة ثم من محافظات مصر إلى عريش سيناء غبر أنفاق تحيا مصر كأنها كرات دم حمراء تجرى فى مساراتها الطبيعية حتى ولد مؤتمر أدباء اقليم القناة وسيناء فى ديسمبر 2021 متزامنا مع مواجهات البارود من جانت أبطال الوطن وشجعانه ضد الأرهاب وكلابه، فتجاورت فى سيناء الكلمة مدادا وشفاهة مع دوى البارود ولهيب نيرانه، وكان الأدباء حينها قرابة المائة فارسا مع زمرة وطنية مقاتلة من إعلامى الصحف والقنوات والإذاعات منهم ضياء دندش واشرف ابو الريش وعبد الله يسرى ومحمد امين وشريف عارف، وحديثا محمد زعزوع، وتحاور أدباء سيناء وفرسان كلمتها ومنهم محمد ناجى وعبد الله السلايمة وحسونة فتحى ومسعد بدر ورضوان المنيعىى وغيرهم كثيرين، مع الفرسان المائة من أدباء القناة ومحافظات الوطن ومنهم الكتاب والشعراء جمال حراجى وماهر المنشاوى واسامة عبد العزيز وخضر اسماعيل وأسامة المصرى والدكتور رمضان الحضرى والدكتور حمدى سليمان أمين عام مؤتمر أدباء مصر، وتوالت موجات العبور حتى ضرب أطفال كورال بورسعيد القدوة لغيرهم فى العبور من أنفاق تحيا مصر ببورسعيد إلى العريش ليحى خمسون طفلا وطفلة من عفاريت الفنان محمد العشرى ليالى رمضان 1443 هـ على قصر ثقافة العريش الذين تركوا بعد ثلاثة أيام رغبة عارمة فى وجدان أطفال العريش لتكوين فرقتى الأطفال الاستعراضية من أكثر من خمسة وسبعين طفلة وطفلة من نشء العريش بقيادة المدرب الشاب مصطفى الخضرى وجاورت تلك الفرقة الاستعراضية فرقة كورال أطفال العريش من خمسين مغنى ومغنية يصدحون بالقصائد والأدوار والطقاقيق والمووايل وجماليات الزمن الجميل معلنين عودته إلى سيناء على يد المايسترو تلك السيدة المثابرة حنان صبرى، وتكونت مفرخة للمواهب من خلال فرقة مواهب أطفال العريش على يد الفنان مدحت نجيب، وبعد أن أحيت فرقة الالات الشعبية (سمسمية السويس) ليالى أضواء العريش مع بدايات 2022 كانت تلقائية العريش مع مدربهم جامع عبد الرسول التى نشرت المأثور من غناوى سيناء فى كل مدن وقرى شمال سيناء، وتوالت موجات العبور عبر انفاق تحيا مصر تلك الشرايين الحقيقية ما بين جسد الوطن وقلبه (سيناء) فكانت سيناء للمرة الأولى مركزا ثقافيا خلال شهر رمضان 1444هـ كمثل القاهرة تماما فى الفعاليات الثقافية فعبرت الشرايين فرق الفنون الشعبية والموسيقا العربية والالات لمحافظات مصر منها من القاهرة وبنى سويف والشرقية ومرسى مطروح متجاورة مع فرقة العريش للفنون الشعبية ومدربهم سامح الكاشف، ونالت العريش النصيب الوسع حظا فى المساحات الإعلامية للفضائيات المصرية ولم تعد تذكر فى النشرة الجوية فقط أو فى أحداث مداهمات البؤر الإرهابية بل أضحت منارة ثقافية يحج إليها الفرق الفنية كما سبقهم الأدباء والشعراء، وكان النصيب الموازى للمرأة الشاعرة والكاتبة والاعلامية ومنهن الدكتورة صفية الفرجانى والشاعرات فكرية غانم من السويس وفاتن متولى من بورسعيد وشادية الملاح من الاسماعيلية اللائى رحن ابعد من العريش إلى الشيخ زويد وبئر العبد ونحو وسط سيناء فى الحسنة والقسيمة وطلعة البدن ومعهما الإعلاميات ريهام عبد الله وحسناء الجريس وحدثيا رضوى الصالحى، ومن أحداث ثقافية تليها الأخريات حتى كان العرس الأكبر بتواجد رأس الهرم الثقافى المصرى ورمز الثقافة الاستاذة الدكتورة نفين الكيلانى وزير ثقافة مصر فى عريش سيناء فى ضيافة المحب للثقافة والمؤمن بدورها المحافظ اللواء محمد عبد الفضيل شوشة، لافتتاح موقعين ثقافيين بعد تطويرهما لينضما إلى قواعد دوريات الثقافة فى شمال سيناء، وبصحبة مائة وثلاثة وخمسين من شباب وشابات فرق الفنون الشعبية التى عبرت انفاق تحيا مصر من سوهاج واسوان والشرقية والاسكندرية ومرسى مطروح لتحتفل مع أهالى سيناء بعيد التحرير القديم والحديث!

وتستعد شرايين سيناء لعبور متجدد لأكثر من مائة وعشرين شابا وشابة من محافظات مصر الحدودية من مرسى مطروح واسوان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى