غير مصنف

باني مدينة اللد التاريخية الفلسطينية

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الدولة الأموية وعن خلفاء الدولة الأموية والذي كان من بينهم الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، وقد أسس الخليفة سليمان مدينة اللد وجعلها عاصمة له خارج المدينة بعيدا عن مدينة الرملة، واللد هى من أكبر وأقدم مدن فلسطين التاريخية، وهى تقع اليوم في اللواء الأوسط الإسرائيلي شمال غرب القدس، وقد أسسها الكنعانيون في الألف الخامس قبل الميلاد، وتم ذكرها في العديد من المصادر التاريخية، حيث تقع اللد على مسافة ستة عشر كيلو متر، جنوب شرق مدينة يافا وخمسة كيلو متر شمال شرق الرملة، وفي الماضي سيطرت المدينة على الطريق الرئيسية وعلى خط سكك الحديد يافا، والقدس، وقيل أن الخليفه سليمان بن عبد الملك.

سعى لتخليد ذكراه بعمل كبير، على غرار سمعة دائمة كبناء عظيم على غرار والده الذي بنى قبة الصخرة، والوليد الذي بنى الجامع الأموي في دمشق، وسميت الرملة نسبة إلى الرمال التي كانت تحيطها، ونقل القلقشندي أن اسم الرملة نسبة إلى امرأة اسمها رملة، وجدها سليمان في بيت من الشعر في هذا المكان، ولما رأت هذه المرأة سليمان أكرمته دون أن تعرفه، وقد تطورت الرملة وأصبحت مركزا اقتصاديا وموطنا للعديد من العلماء المسلمين، واستمرت كعاصمة إدارية لولاية فلسطين حتى القرن الحادي عشر، وكان المبنى الأول الذي شيده سليمان في الرملة هو مقر إقامته، الذي يُعد الديوان أيضا، وقد أمر بتشييد مسجد جامع في وسط المدينة الجديدة، وقد عرف فيما بعد بالمسجد الأبيض.

والذي اكتمل بنائه في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز ، حيث لم يبقي اليوم من المسجد سوى المئذنة الكبيرة، لذا تطلق عليه السلطات الإسرائيلية اسم البرج الأبيض، بدل المسجد الأبيض، وقد تطورت الرملة اقتصاديا كمدينة تعج بأسواق للمنتجات الزراعية، ومركزا للصباغة والنسيج والفخار، وكما كانت موطنا لنسبة كبيرة من علماء الدين المسلمين، وقد بنى سليمان قناة في مدينة تسمى البردى، والتي تنقل المياه إلى الرملة من تل الجزر، على بعد عشره كيلومتر، إلى الجنوب الشرقي، وحلت الرملة محل اللد كمركز تجاري لفلسطين، وانتقل العديد من سكان اللد المسيحيين والسامريين واليهود إلى المدينة الجديدة، وقد اهتم سليمان أيضا بالتشييد في ولايته عموما وبيت المقدس خصوصا.

وقد أمر سليمان ببناء حمام بالقرب من المسجد الأقصى، وقد استخدم المصلون في قبة الصخرة هذا الحمام في الوضوء أيضا، وينسب سليمان بناء الأقواس والمطاحن والحدائق في أريحا، والتي دُمرت بسبب الفيضانات فيما بعد، وكما طور منطقة زراعية بالقرب من القطيفة في ضواحي دمشق سميت السليمانية من بعده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى