مقال

الدكروري يكتب عن يزيد مع الجاريتين حبابة وسلامة

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن خلافة يزيد بن عبد الملك بن مروان الأموي القرشي، وقيل عنه أنه كان من أصحاب المروءات مع إفراط في طلب اللذات، فقد قيل أنه هام حبا بجاريتين له، إحداهما تدعى حبابة، والأخرى تسمى سلامة، وقد قيل أنه تتيم بحب حبابة، وبنى لها قصرا جميلا بدمشق، وزينة وجهزه بافضل الزينة واشتهرت قصة حبابة ايما شهرة في التاريخ ومات بعد موتها بأيام يسيرة ويقال سبعة عشر يوما، ولا يعلم خليفة مات عشقا غيره، وقد ذكرت روايات غير مؤكده عنه بما لايليق بسبب عشقه للجاريات وإلى ماذلك غير أن بعض المؤرخين، يرفضون هذه الروايات ويردونها إلى نقمة العباسيين المتمردين على الأمويين.

 

وخاصة في هذه الفترة من أواخر حكم الأمويين، وانها مدسوسة ومغرضة، وقد كان يزيد بن عبد الملك قبل خلافته محبوبا في قريش، بجميل مأخذه بنفسه، وكذلك هديه وتواضعه وقصده، وكان الناس لا يشكون إذا صار إليه الأمر أن يسير بسيرة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، لما ظهر منه، وقد تلقى تربيته على علماء أهل الدين والفضل فكان منهم الضحاك بن مزاحم، وعامر بن شراحيل، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر والزهري، وهؤلاء العلماء اختارهم عبد الملك لتربية أولاده، وقد تأدب يزيد على يد إسماعيل بن أبي المهاجر والزهري، وكان يكثر من مجالسة العلماء قبل أن يلي الخلافة، ويغشى مجالسهم، ويحضر حلقاتهم ويتأدب بآدابهم، ويصغي لكلامهم، ويقبل توجيهاتهم.

 

ويأخذ العلم عنهم، وشيوخه الذين تلقى عنهم العلم مكحول الزهري في الشام، والمقبري وابن العتاب من علماء المدينة، وعلى ما يبدو أنه بلغ درجة رفيعة من العلم، وبخاصة حفظ الحديث وروايته مما جعل بعضهم يعده من المحدثين، وعن ابن جابر قال أقبل يزيد بن عبد الملك إلى مجلس مكحول، فهممنا أن نوسع له، فقال دعوه يتعلم التواضع، وقد كان رأي أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز فيه حسنا، وقد تولى الخلافة في دمشق مكملا رسالة الدولة الاموية في نشر الإسلام، وقال سيروا بسيرة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، فأتوه بأربعين شيخا شهدوا له أن الخلفاء لا حساب لهم ولا عذاب، غير أن بعض المؤرخين، يرفضون قبول هذه الروايات التي وضعت في عصر متأخر عن عصرهم.

 

وقد وضع أكثرها محاباة للعباسيين، وكانت أيامه أيام فتوحات وغزوات، أعظمها حرب الجراح الحكمي في بلاد ما وراء النهر مع الترك واللان وأنتصر عليهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى